خاص _ "إيست نيوز"
مع انطلاق عام 2026، نجد أنفسنا أمام مشروعين كبيرين في جبل وشمال لبنان: توسعة أوتوستراد جونية، وتشغيل مطار القليعات، المشروع الذي طالما انتظره الشماليون كنافذة على العالم. من قصر بعبدا، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني أنّ وزارته تسلّمت، عبر الهيئة الناظمة للطيران المدني، ملفّ المطار، وأن التلزيم سيُنجز خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل.
وأشار رسامني إلى أن "الهيئة الناظمة للطيران المدني"، التي شُكِّلت وجرى تعيين أعضائها وفق آلية مجلس الخدمة المدنية، تواجه اليوم مسؤوليات جسام: إطلاق المطار الجديد ومتابعة توسعة مطار بيروت، مع التركيز على تعزيز السلامة والأمن ورفع القدرة الاستيعابية بما يواكب احتياجات السوق السياحي ويجذب المزيد من السيّاح.
لكن، في خضم هذا التفاؤل الرسمي، يطفو السؤال الأكثر إلحاحًا: ما جدوى إنشاء مطار يبعد عن العاصمة أكثر من ساعتين ونصف، بينما يمكن للمسافر الوصول إلى بيروت في دقائق معدودة إذا تجنب عقبات طريق الشمال؟ فالأوتوستراد الساحلي، الذي يربط بيروت بالقليعات، لا يختلف عن مسار الموت: غياب الإنارة، نقص الإشارات، عدم وجود حواجز فصل بين المسلكين، وغياب أي تخطيط حقيقي يخفف من الزحمة والحوادث اليومية. نفس الحال ينطبق على أوتوستراد العبدة وطرابلس، الذي يطلّ على شمال لبنان كخطر دائم يهدّد الأرواح كل ساعة.
الطريق إلى المطار… مغامرة محفوفة بالموت
المسافر إلى القليعات لا يواجه فقط طول المسافة، بل عناء المرور على طرق الموت: أوتوستراد العبدة وطرابلس، وأوتوستراد جونية – بيروت. الحوادث اليومية، السائقون المتهورون، والظلام الدامس يجعلون كل رحلة تجربة محفوفة بالمخاطر. لا إنارة كافية، لا شرطي أمامي، لا حواجز فصل، ولا تخطيط، ما يجعل الطريق أقرب إلى ميدان رعب يومي منه إلى ممشى آمن.
مشاريع متعثرة بين التمويل والتنفيذ
لكنّ السؤال الكبير يظلّ معلقًا فوق الأوتوستراد الساحلي الذي يربط بيروت بالقليعات: كيف سيصل الناس إلى المطار؟
المسافة بين القليعات وبيروت تتخطى الساعتين ونصف في أفضل الأحوال، والأوتوستراد الذي يشقّ الشمال يشتهر بحوادثه المروّعة وغياب الإنارة ليلاً، حتى لقّبه السائقون بـ”طريق الموت”.
طريق يحتاج إلى أكثر من ترقيع
مشاريع توسعة أوتوستراد جونيه ونهر الموت ما تزال عالقة بانتظار الانتهاء من إزالة المخالفات لتنطلق اعمال التوسعة بعد احياء التمويل والاستملاكات، فيما الازدحام اليومي والحوادث تتصدر نشرات الأخبار.