عاجل:

صور أقمار اصطناعية تكشف تسوية أحياء كاملة في غزة… ونصف سكان المدينة نزحوا

  • ١٣

كشفت صور أقمار اصطناعية حديثة، نشرتها وكالات دولية، عن حجم الدمار الكبير الذي لحق بمدينة غزة خلال الأسابيع الماضية، في ظل العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة.

وأظهرت الصور تسوية أحياء كاملة بالأرض، خصوصاً في مناطق الزيتون، والتفاح، والشجاعية، والشيخ رضوان، وهي من أكثر المناطق السكنية كثافة في المدينة.

وبحسب تقديرات ميدانية، فقد هُدم نحو 20 برجاً سكنياً شاهقاً بالكامل خلال الأسبوعين الأخيرين، في إطار التصعيد العسكري الذي يهدف، وفق ما أعلنه الجيش الإسرائيلي، إلى الضغط على المدنيين ودفعهم إلى إخلاء المدينة.

وكانت هذه الأبراج تؤوي مئات العائلات التي بات معظمها ضمن عداد النازحين داخل القطاع المحاصر، فيما تشهد غزة موجات نزوح واسعة.

وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن نحو نصف سكان المدينة، أي حوالي 500 ألف شخص من أصل مليون نسمة، غادروها منذ بدء المناورة البرية. من جانبها، أعلنت حركة حماس نزوح نحو 270 ألف شخص، عاد بعضهم لاحقاً إلى مناطقهم رغم تعرضها للدمار أو استمرار التهديد بالقصف.

ومن الميدان، تعكس الشهادات حجم المأساة الإنسانية. شادي سلامة الريس، أحد سكان "برج مشتهى" المؤلف من 15 طابقاً والذي دُمّر بالكامل، قال في تصريح خاص: "لم تتوقف الانفجارات، ولم أستطع المخاطرة بأطفالي. نزلنا الدرج حفاة وغادرنا خلال دقائق، ثم سقط البرج في 6 ثوانٍ فقط".

وأضاف أن مئات العائلات تحولت إلى لاجئين داخل غزة بين ليلة وضحاها. أما طارق عبد العال، طالب في كلية الاقتصاد ويسكن حي الصبرة، فروى أن منزله دُمّر بعد 12 ساعة فقط من مغادرته، وقال: "لو بقينا هناك، لكنّا في عداد القتلى"، مشيراً إلى أن المنازل المجاورة دُمّرت قبله بساعات قليلة.

منظمة ACLED المتخصصة في رصد النزاعات المسلحة سجلت أكثر من 170 عملية هدم منذ مطلع آب الماضي، مؤكدة أن وتيرة العمليات الحالية، سواء من حيث عدد الغارات أو مساحة التدمير، تُعد الأوسع منذ اندلاع الحرب على غزة.

الجيش الإسرائيلي برّر استهداف الأبراج السكنية بالقول إن حركة حماس تستخدمها لإخفاء أنفاق وبنى تحتية عسكرية تحت الأرض، مؤكداً أن هذه المنشآت تمثل "تهديداً مباشراً" لقواته التي تنفذ عمليات ميدانية داخل المدينة.

وفي ظل استمرار الغارات والعمليات البرية، يعيش سكان غزة في حالة من الخوف والذعر المستمرين، بينما تتفاقم الأوضاع الإنسانية يوماً بعد يوم. وقد اضطر كثيرون للنزوح نحو جنوب القطاع، تاركين منازلهم وممتلكاتهم، دون يقين بإمكانية العودة.


المنشورات ذات الصلة