عاجل:

كيف ستترجم إيجابيّة حزب الله تجاه السعوديّة؟ (الديار)

  • ٣٠

كنب كمال ذبيان:

كان مفاجئاً ما ورد في خطاب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول الانفتاح على السعودية، والدعوة الى الحوار معها، وطي صفحة الخلافات التي انفجرت بعد مشاركة حزب الله في حرب اليمن الى جانب الحوثيين عام 2015 بصفة مستشارين عسكريين بالقتال ضد السعودية، التي صنفته "منظمة ارهابية".

وتزامن الكلام الايجابي للشيخ قاسم تجاه السعودية ونحو اطراف لبنانية داخلية، مع الزيارة المفاجئة ايضاً ليزيد بن فرحان، مستشار وزير الخارجية السعودية للشأن اللبناني، والمكلف بالملف منذ مطلع العام الحالي، والذي واكب انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون وتشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام، ويتابع موضوع حصرية السلاح بيد الدولة، والاصلاح، ومحاربة الفساد الذي تورط فيه سياسيون واحزاب وافراد، ومنهم من يسمي نفسه حليفاً للمملكة، التي تريد العلاقة عبر الدولة ومؤسساتها.

وايجابية خطاب الشيخ قاسم تجاه السعودية، هو توجه اتخذه حزب الله قبل فترة، وبعد مراجعة قام ويقوم بها، لكل مرحلة حرب الاسناد لغزة، وتوسيع العدو الصهيوني لها، وكلف حزب الله لجانا منه للخروج بتوصيات تبني سياسة جديدة، تبقي على موضوع المقاومة ضد العدو الاسرائيلي، فتكشف معلومات حزب الله أن ما حصل من عدوان اسرائيلي على قطر شجع الحزب بأن يقرر الانفتاح على السعودية والداخل اللبناني، وان الزيارات التي قامت بها وفود من الحزب الى مرجعيات رسمية وقيادات حزبية وسياسية من مختلف الاطياف اللبنانية تدخل في اطار هذا الانفتاح والهدف منه البناء على ما هو ايجابي، ولا سيما ان الحزب مشارك في الحكومة، وله تمثيل وازن في مجلس النواب.

من هنا، فان خطاب الشيخ قاسم يقع في هذا الاطار، وان السعودية هي على خارطة الحزب الذي يريد بناء علاقة جيدة معها، وهو في هذا المجال ينسق مع الرئيس نبيه بري، الذي شجع قيادة حزب الله على ان تمد خطوط تواصل مع السعودية، وهو فاتح رئيس مجلس الامن القومي الايراني علي لاريجاني عندما زار لبنان، بأن يبحث مع المسؤولين السعوديين فتح حوار بين الطرفين، وهذا ما أثاره لاريجاني في زيارته الى الرياض ولقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكانت الاجواء إيجابية.

وحزب الله سبق وكان على حوار مع السعودية، وزارها وفد منه مطلع عام 2006 برئاسة الشيخ قاسم الذي كان يشغل منصب نائب الأمين العام، لكن الحرب الاسرائيلية على لبنان صيف 2006، والاحداث التي حصلت في سوريا عام 2011 ومشاركة حزب الله فيها، ثم دخوله الى جانب الحوثيين في حرب اليمن عام 2015، صعّدت الخلافات بين الطرفين، والتي لا ينكرها الشيخ قاسم، فأشار في خطابه الى أن "الحوار سيجمد الخلافات التي مرت في الماضي".

وزيارة الموفد السعودي بن فرحان الى لبنان، ستكشف عن مدى قبول المملكة الحوار الذي اقترحه حزب الله، ويؤكد بن فرحان في كل لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، أن بلاده يهمها استقرار لبنان وأمنه، وأبلغ بن فرحان شخصياً الرئيس بري بأن السعودية لا تخطط وليس في نيتها اقصاء الشيعة واستهداف وجودهم، بل هي تريد تعزيز حضورهم السياسي ضمن الدولة، التي الرئيس بري أحد أركانها، وهو يحترمه ويقدره ومنفتح عليه، وفق ما ينقل من يلتقي الأمير يزيد عنه، وهو في زيارته الحالية سيترجم خطاب السعودية التي هو موفدها الى لبنان، من خلال ارساء حوار داخلي ومصالحات، وهذا ما ارسته المملكة في اجتماع الطائف عام 1989، ونتج منه اتفاق بين النواب اللبنانيين، يجب أن يطبق بالكامل.

فهل يدخل لبنان في مرحلة جديدة، مع الاتفاق بين ايران والسعودية عبر بكين، والذي يترجم استقراراً في الخليج، وينعكس هذا الاتفاق على لبنان بتحييده عن الصراعات الاقليمية والدولية، ما يساعده على تحرير أرضه بانسحاب الاحتلال الاسرائيلي منها، وتطبيق القرار 1701، وأن تكون المقاومة الى جانب الجيش، كما قال الشيخ قاسم، من خلال استراتيجية الأمن الوطني؟

يبدو أن الحوار السعودي – الايراني، وإيجابية أمين عام حزب الله تجاه السعودية، وانخفاض سقف الخطاب العالي، وتلاقي الداخل اللبناني بكل مكوناته على بناء الدولة، هذا التحول يتوقف عنده المراقبون بانتظار الأيام المقبلة.

المنشورات ذات الصلة