عاجل:

آخر المعاقل.. أم آخر الأوهام؟ غزة تحت النيران: "إسرائيل" تُلاحق نصراً شاملاً وسط عزلة دولية متزايدة!

  • ٦٩

وسط تصاعد العمليات العسكرية في قطاع غزة، نقلت صحيفة The Washington Post عن مسؤولين "إسرائيليين" قولهم إن مدينة غزة تُعد آخر المعاقل الحضرية لحركة حماس، في مؤشر إلى أن العملية الجارية هناك تُعتبر حاسمة بالنسبة لتل أبيب. ويأتي ذلك بعد تصريحات سابقة اعتبرت رفح "المعقل الأخير"، مما يُظهر تعقيد الوضع الميداني وتشظّي التقديرات.

وفيما أعلن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو أن بلاده تمرّ بمرحلة "حرجة" من القتال، لا تزال حماس – رغم كل شيء – صامدة على الأرض، في مواجهة آلة عسكرية لم تتوقف منذ أكثر من 11 شهرًا. لكن الثمن كان باهظًا.

حرب مدمرة وجيل مُشوَّه

تشير الصحيفة إلى أن هذه الحرب الدامية، التي بدأت بهجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أودت بحياة عدد هائل من المدنيين، وتركت خلفها جيلًا من الضحايا يحمل ندوبًا نفسية وجسدية عميقة. وتؤكد أن الرد "الإسرائيلي" دمّر القطاع وأحدث مآسي بشرية فادحة، ما أدى إلى تراجع التأييد الدولي "لإسرائيل" بشكل لافت.

وبحسب استطلاع أجراه مركز "بيو" في حزيران 2025، فإن جميع الدول الكبرى الـ24 التي شملها الاستطلاع أبدت نظرة سلبية تجاه إسرائيل، في سابقة دبلوماسية. حتى في الولايات المتحدة، التي كانت تقليديًا داعمًا قويًا، أعرب أكثر من نصف البالغين عن آراء سلبية، بينما يُبدي الجيل الشاب داخل الحزب الجمهوري نفسه مواقف أكثر انتقادًا.

الشعور بالحصار يُغذّي التصعيد

في المقابل، يشعر العديد من "الإسرائيليين" – بحسب الصحيفة – بأنهم يتعرضون لحملة عالمية من معاداة السامية المقنّعة، ويعتبرون أن العزلة الدولية في هذا التوقيت الحساس بمثابة خيانة.

هذه القناعة، الممزوجة بالإحساس بالخطر الوجودي، تُغذّي إصرار القيادة الإسرائيلية على المضي قدمًا في هدفها المُعلن: تحقيق نصر شامل يقضي على حماس نهائيًا، رغم اعترافها بأن الطريق لا يزال طويلاً.

"الاقتصاد الحصين" والعقوبات الغربية

وفي كلمة له خلال مؤتمر في القدس، أقر نتنياهو بأن "إسرائيل" باتت تعيش حالة عزلة دولية غير مسبوقة، ولا سيما من أوروبا الغربية، مؤكدًا أن بعض العقوبات بدأت تُلقي بثقلها على الاقتصاد الإسرائيلي.

وقال: "سنحتاج بشكل متزايد إلى التكيف مع اقتصاد ذي خصائص الاكتفاء الذاتي"، في إشارة إلى تحولات قسرية قد تطال البنية الاقتصادية للدولة العبرية.

انقسام داخلي وتبدل أولويات

ومع تراجع التأييد العالمي، وغياب أي أفق واضح لحل دائم، تبدو الرؤية المتشددة التي يحملها ائتلاف نتنياهو لحسم الصراع في غزة بعيدة المنال، خاصة أن الحسم العسكري لم يُفلح حتى الآن في إضعاف الروح القتالية لحماس، أو القضاء على بنيتها بالكامل.

في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى "إسرائيل" عالقة بين طموح نصر شامل لم يتحقق، وبين واقع سياسي متغير داخلياً وخارجياً، قد يُجبرها على إعادة النظر في أهدافها واستراتيجياتها، قبل أن يتحول "العبء العسكري" إلى تكلفة استراتيجية يصعب تحملها.

المنشورات ذات الصلة