عاجل:

الجنوب في مهب التصعيد: رسائل نارية إسرائيلية.. والضاحية "الهدف التالي" إلا إذا؟! (خاص)

  • ١٣

خاص – "إيست نيوز"

شهدت الحدود الجنوبية، قبل أيام قليلة تصعيدًا إسرائيليا، يُنذر باتساع رقعة العدوان في أي لحظة. وترى مصادر "إيست نيوز" أن هذا التصعيد لم يأتِ من فراغ، بل يُترجم رسائل سياسية واضحة إلى الداخل اللبناني، تتجاوز مسألة الرد العسكري، لتطال جوهر القرار السيادي المرتبط بسلاح حزب الله والواقع الميداني في جنوب الليطاني.

ولم تتأخر "رسائل النار" لتصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فبعد أيام على إعلان الحكومة اللبنانية "الترحيب" بخطة الجيش التي تتكون من خمس مراحل تبدأ من جنوب الليطاني، سُجّل تصعيد إسرائيلي مباشر شمل قرى جنوبية عدة بذريعة ضرب "بُنى تحتية للمقاومة"، وهو ما اعتبره أكثر من خبير عسكري تبريرًا زائفًا هدفه الفعلي الضغط السياسي لا العسكري.

وفي هذا الإطار أشار العميد المتقاعد منير شحادة في حديثه الى "ايست نيوز"، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير يحمل عدة رسائل أساسية. وهو "عدوان يُعبّر بوضوح عن عدم رضى تل أبيب عن الخطة التي قدمها الجيش اللبناني، خاصة بعد إقرارها رسميا في الحكومة".

وتابع شحادة: "هذه الخطة تتضمن في مرحلتها الأولى انسحابًا إسرائيليًا من النقاط السبع المحتلة ووقفًا للخروقات، وهو ما اعتبرته إسرائيل مسًّا بهامش تحركها الميداني جنوبًا". مضيفا "أن عضو الوفد الأميركي، السيناتور ليندسي غراهام، شدد على أن الخطوة الأولى هي نزع سلاح المقاومة، وبعدها يمكن مساءلة إسرائيل عمّا يجب أن تقدمه".

وبالتزامن مع اقتراب العام الدراسي الجديد، وما ظهر من بوادر التحضير للعام الدراسي في بعض القرى الجنوبية وتجهيز مدارس مؤقتة في ظل التصعيد الإسرائيلي المتمادي قال شحادة "أن لا استقرار مرتقب في الجنوب، وأن السكان سيبقون في حالة قلق مستمرة، بما يعيق أي عودة طبيعية إلى الحياة". منتهيا الى القول "أن التصعيد يحمل بعدًا استباقيًا لزيارة المسؤولة الأميركية مورغان أورتاغوس، قبيل وصولها إلى بيروت، في إطار مباحثات تتعلق بمراقبة وقف إطلاق النار وخطة الجيش اللبناني". وانتهى الى القول: "إسرائيل اعتادت التصعيد قبيل أي زيارة أميركية لتفرض شروطها مسبقًا على طاولة التفاوض".

من جهته رأى العميد المتقاعد جوني خلف أن مشهد التصعيد الميداني يُمكن إضافته إلى تعقيدات إقليمية مستجدة، أبرزها اغتيال قيادات من "الرضوان" والغارات على البقاع، بالإضافة إلى عودة ملف الجنوب إلى الواجهة مع تسجيل تحركات عسكرية مكثفة في محيط الخط الأزرق".

وتوقع خلف، أن ينفجر الوضع في لبنان في أي لحظة. "فالتقارير الإسرائيلية تشير إلى استمرار وجود "حزب الله" في الجنوب، واحتفاظه بمخازن أسلحة وتجهيزات عسكرية، في ظل تصريحات الحزب التي تؤكد احتفاظه بها والسعي الى إعادة تنظيم بنيته العسكرية".

ولفت أن "الإسرائيليين يعتبرون الجنوب منطقة لا تزال مصدر للتهديد، ويبدو أنهم يتجهون نحو تثبيت حزام أمني ابتداءً من الخط الأزرق وصولًا إلى عمق الجنوب، والهدف منه حماية المستوطنات، حتى لو تطلب الأمر إعادة رسم الجغرافيا الأمنية في المنطقة".

وانتهى خلف الى القول: إن بقي الوضع على ما هو عليه، وأن لا نية لدى "حزب الله" بتسليم السلاح ولا توافق على استراتيجية دفاعية مشتركة، سيعقّد مهمة الجيش اللبناني، الذي سيبقى عالقا بين الطرفين، بلا قدرة على الحسم".

وبناء على ما تقدم تقول مصادر مطلعة لـ "إيست نيوز" أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة "تضمنت رسالة واضحة قد تكون بداية لمرحلة تصعيد أوسع قد تشمل كامل الأراضي اللبنانية، بما في ذلك الضاحية الجنوبية إلا ان طرأت خطوات مفاجئة تضع حدا للتصعيد الاسرائيلي المتمادي" وهي خطوة مطلوبة من لبنان تقود الى ضغوط دولية على تل ابيب لاتخاذ ما يمكن من خطوات تنهي الجدل في بيروت حول مصير السلاح . ولذلك فان هذه المصادر ترى في ما هو متوقع من المؤشرات الحرجة، أن المنطقة تمرّ بمرحلة دقيقة ومتأزمة، تعم العالم العربي والشرق الأوسط على خلفية ما تشهده من تغييّرات محتملة في التحالفات الإقليمية، كالتقارب بين السعودية وباكستان، أو تقاطع الأدوار بين مصر، الأردن، وتركيا. ورغم ضبابية هذه السيناريوهات، إلا أن القرار النهائي لا يزال بيد الولايات المتحدة الأميركية التي تُمسك بخيوط التوازن في المنطقة.

المنشورات ذات الصلة