في يومٍ حمل طابعاً وطنياً وشهد جولات على أكثر من صعيد، توجه رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون صباح اليوم إلى منطقة البقاع الشمالي، حيث زار بلدة جديدة الفاكهة ووضع إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للشهيد الياس يوسف عون، الذي استُشهد في 13 تشرين الأول 1990، في ذكرى تُعتبر من المحطات المفصلية في مسيرته السياسية والعسكرية. وقد كانت المناسبة مؤثرة حملت أبعاداً وطنية وتاريخية، في ظل حضور شعبي ورسمي، يعكس تمسك بعض الأوساط اللبنانية برمزية هذا التاريخ.
بالتوازي، استهل رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل زيارته لبلدة قرطبا بوضع إكليل من الزهر على اللوحة التذكارية لشهداء انفجار مرفأ بيروت، حيث كان في استقباله عدد من مسؤولي البلدة، على رأسهم نائب رئيس البلدية إيلي البيروتي. وتخللت الزيارة جولات ميدانية على عائلات الشهداء، ولقاءات حزبية وشعبية.
خلال زيارته منزل الشهيد جوزيف روكز، أشار باسيل إلى أن "العمل مستمر لكشف حقيقة انفجار مرفأ بيروت"، مؤكداً أن "من يسعى للعدالة لا يخشى التحقيق"، ومضيفاً: "نُتّهم زوراً، ونُحارب لأننا نطالب بالحقيقة".
كما زار باسيل بلدية قرطبا، حيث التقى رئيسها فادي مارتينوس وأعضاء المجلس البلدي، مشدداً على أهمية التوافق بين المكونات اللبنانية، وقال: "منذ اليوم الأول قلنا إننا معكم، والتفاهم بالبلدية والاتحاد يثبت أننا نعمل لأجل لبنان لا من أجل الكيد السياسي".
وفي لقاء جمعه بعدد من الشخصيات المحلية وعائلات الشهداء، قال باسيل خلال فطور تكريمي أقيم على شرفه:
"نحن لا نُطيح بالبلد من أجل الانتخابات، بل نعمل على حماية الناس ومؤسسات الدولة"، مشدداً على أهمية الوعي الوطني في هذه المرحلة الحساسة.
أما في الملف الإنمائي، فتطرق إلى ملف سدّ جنّة، واصفاً وقف العمل به بأنه "من أكبر المظالم التي حلت بلبنان"، قائلاً: "هذا مشروع استراتيجي حيوي يؤمّن 100 مليون متر مكعب من المياه و100 ميغاوات من الكهرباء، وقد أُجهض بسبب المماطلة والسياسة". وأضاف: "أخصامنا السياسيون أوقفوا مشاريع المياه، ثم عادوا اليوم ليكتشفوا أنهم لا يستطيعون تأمين المياه بدون السدود".
باسيل أشار إلى أن "مؤسسة مياه بيروت الوحيدة التي أمّنت الاكتفاء الذاتي، ومع ذلك، وُضع مديرها بتصرف وزير الوصاية"، متسائلاً عن سبب عرقلة المشاريع الحيوية وترك اللبنانيين تحت رحمة العطش والانهيار.
وفي ختام زيارته، أكد باسيل أن "قرطبا ستبقى بلدة جامعة لكل اللبنانيين"، مشيداً بوحدة أهلها وتعاونهم رغم التحديات، قائلاً: "نخوض معركتنا من أجل الناس، وسنبقى حيث يجب أن نكون، مهما اشتدت العواصف السياسية".
زيارة عون من جهة، وجولات باسيل من جهة أخرى، بدت مترابطة من حيث التوقيت والرسائل، في ظل اقتراب الاستحقاقات النيابية المقبلة، وسعي التيار الوطني الحر لإعادة التموضع شعبياً وسياسياً ضمن خريطة متغيرة داخلياً وخارجياً.