عاجل:

خيوط الشمس تتوازن.. الاعتدال الخريفي: وداعاً للصيف وأهلًا بموسم السكون والجمال!

  • ٨١

الإعتدال الخريفي (Autumnal Equinox) هو ظاهرة فلكية تحدث عندما تكون الشمس عمودية تمامًا على خط الاستواء، فيتساوى طول النهار والليل تقريباً في جميع أنحاء الكرة الأرضية.

 متى يحدث؟

في النصف الشمالي من الكرة الأرضية:

 حوالي 21 أو 22 أيلول (سبتمبر) من كل عام.

في النصف الجنوبي:

 يحدث في 20 أو 21 آذار (مارس) ويُسمى هناك "الاعتدال الربيعي".

 لماذا يُسمّى بـ"الاعتدال"؟

كلمة "اعتدال" تعني التساوي، وفي هذا اليوم:

 طول النهار ≈ طول الليل (حوالي 12 ساعة لكل منهما).

يحدث هذا بسبب وضع الأرض في مدارها حول الشمس، حيث تكون الشمس فوق خط الاستواء تمامًا.

ماذا يعني الاعتدال الخريفي؟

هو بداية فصل الخريف فلكيًا في النصف الشمالي من الأرض.

بعد هذا اليوم، تبدأ ساعات الليل بالازدياد والنهار بالتناقص تدريجيًا حتى الانقلاب الشتوي (أطول ليلة في السنة).

 في الثقافات المختلفة:

يُعتبر الاعتدال الخريفي وقتًا رمزيًا للـ:

1-التوازن.

2-جني المحاصيل.

3-التأمل.

وفي بعض الثقافات، تُقام مهرجانات وحفلات احتفالًا بنهاية موسم الحصاد.

 هل تعلم؟

في يوم الاعتدال، تشرق الشمس من الشرق تماماً وتغرب في الغرب تماماً، وهي فرصة رائعة للمراقبة أو التصوير الفلكي.

1-تأثيرات الاعتدال الخريفي على البيئة

-تغير درجات الحرارة: مع بدء الاعتدال الخريفي، تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض في نصف الكرة الشمالي بشكل تدريجي، حيث تقل كمية الإشعاع الشمسي التي تصل إلى هذه المناطق.

-تغيرات في النباتات: العديد من النباتات تتفاعل مع التغير في طول اليوم وانخفاض درجات الحرارة. فتبدأ الأشجار المتساقطة الأوراق بتغيير لون أوراقها إلى درجات الأحمر والبرتقالي والأصفر في مشهد يعرف بـ”أوراق الخريف”، وذلك نتيجة لتوقف عملية البناء الضوئي.

-الهجرة عند الحيوانات: تشهد فترة الاعتدال الخريفي أيضًا هجرة العديد من الحيوانات، خاصة الطيور، التي تبدأ رحلاتها نحو المناطق الدافئة في الجنوب استعدادًا للشتاء القاسي.

-الاستعداد للسبات الشتوي: بعض الحيوانات، مثل الدببة والسناجب، تبدأ في تخزين الغذاء أو تزيد من استهلاك الطعام استعدادًا لدخول فترة السبات الشتوي، التي تتيح لها البقاء على قيد الحياة أثناء الأشهر الباردة.

2- تأثيرات الاعتدال الخريفي على المناخ

يمثل الاعتدال الخريفي نقطة تحول في الطقس والمناخ، حيث تبدأ الرياح في التحول ويتغير نمط توزيع الكتل الهوائية في نصف الكرة الشمالي. وبسبب هذا التغير، تشهد مناطق عدة تقلبات مناخية قد تتسبب في هطول أمطار غزيرة وعواصف رعدية، خاصةً في المناطق المعتدلة وشبه الاستوائية.

3- الاعتدال الخريفي عبر الثقافات المختلفة

للاعتدال الخريفي مكانة مهمة في العديد من الثقافات حول العالم:

-في اليابان: يُعتبر الاعتدال الخريفي فترة خاصة تٌعرف باسم “شوبون نو هي” (Shubun no Hi)، حيث يُحتفل به كيوم للتأمل، زيارة المقابر، وتذكر الأجداد.

-في الثقافات الأوروبية: العديد من الثقافات القديمة، وخاصة الوثنية، كانت تعتبر الاعتدال الخريفي وقتًا للاحتفال بالحصاد. في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، يُحتفل بعيد الشكر في نهاية شهر سبتمبر لتقدير المحاصيل والخيرات الزراعية.

-في الثقافات الصينية والآسيوية: يُحتفل بمهرجان منتصف الخريف، أو “مهرجان القمر”، حيث تتجمع العائلات للاحتفال بأضواء القمر وتناول الكعك التقليدي. يُعتقد أن هذا المهرجان يعزز الروابط العائلية ويعبر عن الشكر للبركات الزراعية.

4-علاقة الاعتدال الخريفي بالعلم الحديث

في العلم الحديث، يُعتبر الاعتدال الخريفي حدثًا فلكيًا مهمًا يُستخدم في دراسة مناخ الأرض وديناميكياته، وتُجرى خلاله العديد من الأبحاث المتعلقة بالتغيرات المناخية. يُساهم الاعتدال في مساعدة العلماء على تتبع حركة الشمس وتحديد تأثيرات تغيرات زاوية سقوط أشعتها على توزيع الحرارة والأنماط الموسمية للطقس.

5-أهمية الاعتدال الخريفي في الحياة اليومية

الاعتدال الخريفي ليس فقط ظاهرة فلكية، بل يمثل بداية التغيرات الموسمية التي تؤثر على الحياة اليومية للكائنات الحية، بما فيها الإنسان. تبدأ أنماط النوم والتغذية لدى البشر بالتكيف مع التغير في الطقس، كما تنشط قطاعات الزراعة والحصاد لتتناسب مع موسم الخريف.

المنشورات ذات الصلة