تتزايد الضغوط على لبنان رسميًا وشعبيًا، في ظل تصعيد الموقف الأميركي ضد "حزب الله" والحكومة اللبنانية، وسط مؤشرات مقلقة على احتمال توسيع العدوان "الإسرائيلي" جنوبًا، وفق ما كشفته مصادر مطلعة لـ"البناء".
ورجّحت المصادر أن يكون هذا التصعيد جزءًا من حرب نفسية تستهدف الضغط على الحكومة والجيش اللبناني بشأن تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة، خصوصًا بعد ما سمعته الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس من ممثل الجيش اللبناني في لجنة "الميكانيزم" حول عدم قدرة الجيش على تنفيذ الخطة بسبب نقص العتاد والقدرات البشرية، وعجزه حتى عن الاستمرار بتطبيقها في منطقة جنوب الليطاني بفعل الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات المتكررة.
تلويح بعدوان موسع وابتزاز تفاوضي
لكن المصادر لم تستبعد كليًا احتمال توسيع إسرائيل لعدوانها، في سياق مسعى إسرائيلي متواصل لجر لبنان إلى مفاوضات مباشرة على ترتيبات أمنية تضمن لها منطقة عازلة عسكرية واقتصادية في الجنوب، مشابهة لما يتم التفاوض عليه حاليًا مع سوريا برعاية الأمم المتحدة.
المنطقة على فوهة الانفجار
وفي هذا السياق، حذّرت جهات دبلوماسية عربية من أن المنطقة بأكملها باتت في عين العاصفة، خصوصًا بعد استهداف قطر، وتصاعد وتيرة حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، والتي قد تُمهّد لمشروع تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، ما ينذر بتداعيات كارثية على الاستقرار السياسي والأمني في البلدين، وربما إشعال المنطقة بكاملها.
ولفتت هذه الجهات إلى أن الهدف الاستراتيجي لحكومة نتنياهو يتعدى فلسطين ليشمل سوريا، العراق، مصر، الأردن، وحتى أجزاء من السعودية، في إطار ما يُعرف بـ"المشروع الأكبر" لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.
لبنان مستقر.. ولكن الحذر واجب
بالرغم من تصاعد التهديدات، أكدت المصادر أن الوضع الداخلي في لبنان ما يزال مستقرًا نسبيًا، في ظل جهود دبلوماسية عربية وأوروبية لمواكبة التحركات اللبنانية في نيويورك، بهدف دفع القوى الكبرى للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانسحابها من المناطق التي لا تزال تحتلها في الجنوب.
لا حرب شاملة.. ولكن الخطر قائم
من جهته، قلّل مصدر دبلوماسي أوروبي من احتمال اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان، معتبرًا أن لا مصلحة لأي طرف بتفجير الوضع عسكريًا، مرجّحًا أن يقتصر التصعيد على عمليات جوية محدودة ضد أهداف لـ"حزب الله"، دون الانجرار إلى مواجهة كبرى.
استمرار العدوان.. ومجزرة جديدة
وفي الميدان، واصلت "إسرائيل" عدوانها، فبعد مجزرة بنت جبيل التي أودت بحياة 5 مدنيين بينهم 3 أطفال، ألقت طائرة مسيّرة "إسرائيلية" قنبلة صوتية بالقرب من مواطنين كانوا يرفعون الركام من منازلهم في مارون الراس، في مشهد يعكس الاستهتار المتواصل بحياة المدنيين وخرق اتفاق وقف إطلاق النار.