كتبت جريدة "النهار" اليوم أن التصريحات الأخيرة للمبعوث الأميركي توم برّاك أثارت موجة من التساؤلات والقلق في الأوساط الرسمية اللبنانية، لا سيما بعد اتهامه لبنان بعدم اتخاذ إجراءات فعلية سوى الكلام في ملف نزع سلاح «حزب الله»، في وقت سبق أن أبدت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس ارتياحها خلال اجتماع لجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل بشأن خطة الجيش اللبناني في جنوب الليطاني.
ويأتي هذا التناقض في المواقف مع استمرار التصعيد الإسرائيلي على جنوب لبنان، خاصة عقب مجزرة بنت جبيل التي أودت بحياة خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال، ما وضع الحكومة اللبنانية في موقف حرج بين مطالب الالتزام بتنفيذ الخطة ومواجهة تداعيات الاعتداءات المتكررة.
ووفق مصادر مطلعة، فقد تسبب حديث برّاك المباغت في إثارة حالة من الشكوك حول النوايا الأميركية الحقيقية تجاه خطة حصر السلاح التي وضعتها الحكومة اللبنانية والجيش، حيث يرى مراقبون أن تصريحاته قد تمثل مبررًا إسرائيليًا للخطوات التي تقوم بها تل أبيب وربما ما تخطط له في المرحلة المقبلة على الأراضي اللبنانية.
وفي سياق ذلك، اتسعت دائرة الاتصالات بين المسؤولين اللبنانيين والإدارة الأميركية، في محاولة لفهم دوافع الانتقادات الأميركية، وسط أجواء سياسية متوترة ترافق حضور رئيس الجمهورية ميشال عون في نيويورك.
كما أُثير موضوع كلام برّاك في جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت أمس، حيث طالب وزير الطاقة جو صدي باتخاذ موقف حكومي واضح إزاء ما جاء على لسان المبعوث الأميركي، في ظل تصاعد المخاوف من مزيد من الضغوط الخارجية التي قد تؤثر على الاستقرار الداخلي في لبنان.