عاجل:

لولا الدعم الجوي وبوجود ألف مستشار وفني اسرائيلي... لكان العراق انتصر على إيران من أول سنة (آراء حرة)

  • ٦

آراء حرة – "إيست نيوز"

بقلم المؤرخ تامر الزغاري

الحرب الإيرانية العراقية 1980-1988م هي حرب بدأتها إيران في تاريخ 1980/09/04م عندما قصفت بلدات عراقية حدودية، وسبق هذه البداية مئات الاعتداءات الإيرانية، وأما النظام العراقي انذاك فقد إستعمل سياسة ضبط النفس لكي لا يدخل المعركة ولكن أمام إستمرار الهجوم الإيراني شن النظام العراقي هجومه الأول في تاريخ 1980/09/22م.

واستطاعت القوات العراقية الانتصار وحسم المعركة من السنة الأولى فسيطر العراقيون على مساحة 15000 كيلومتر مربع من الأراضي الإيرانية -وهي مساحة توازي جمهورية لبنان وسلطنة بروناي معا-، وأما أهم يوم في هذه المعركة بالنسبة لي فهو مثل هذا اليوم 1981/09/21م

حيث أصبحت مدينة الأحواز عاصمة عربستان على وشك السقوط، ما يعني أن العراق كان على وشك أن تسقط بيده محافظة كاملة بسقوط عاصمتها، وهذا سيؤدي إلى إنهاء الحرب وإنهيار إيران نتيجة لزيادة الإقتتال الداخلي في إيران ما بعد الثورة، وكذلك لأن إيران بسقوط محافظة الأحواز ستكون قد خسرت منابع النفط التي تعتمد عليها إقتصادياً، ولكن إسرائيل منعت هذا النصر السريع ودعمت إيران وزادت في عدد سنوات الحرب.

إنقاذ إسرائيل لإيران.

خلال التقدم الساحق للعراق في سنة 1981م، قامت إسرائيل ببيع إيران أسلحة قيمتها 75 مليون دولار أمريكي من مخزون الصناعات العسكرية الإسرائيلية وصناعات الطيران الإسرائيلي ومخزون قوات الدفاع الإسرائيلية، ولقد ضمت المواد 150 مدفع إم 40 المضاد للدبابات مع 24000 قذيفة لكل مدفع وقطع غيار لمحركات الدبابات والطائرات، وقذائف 106 مم و 130 مم و 203 مم و 175 مم وصواريخ بي جي إم 71 تاو. ولقد تم نقل تلك المواد في بداية الأمر جوًا عبر الخطوط الجوية الأرجنتينية Transporte Aéreo Rioplatense ثم نقلت بحرًا.

وأما خلال فترة 1983-1981م ذكر معهد جيف للدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب أن إيران إشترت من إسرائيل أسلحة بقيمة 500 مليون دولار أميركي، ولقد تم دفع معظم هذا المبلغ من خلال النفط الإيراني المقدم إلى إسرائيل. "وفقًا لأحمد حيدي، "تاجر الأسلحة الإيراني الذي يعمل لصالح نظام الخميني، 80 % بالكاد من الأسلحة التي اشترتها طهران" بعد شن الحرب مباشرةً أنتجت في إسرائيل.

وأيضا وقع تاجر الأسلحة الإسرائيلي ياعكوف نيمرودي ظاهريًا عقدًا مع وزارة الدفاع الوطني الإسرائيلية لبيع أسلحة قيمتها 135842000 دولارًا أميركي، وتشمل الصفقة صواريخ مدفعية وقذائف كوبرهيد وصواريخ هوك. وفي مارس 1982، ذكرت جريدة نيويورك تايمز مستندات تبين أن إسرائيل وردت لطهران ما يقدر بنصف أو أكثر من الأسلحة التي وصلتها خلال الأشهر الثمانية عشر السابقة، وتقدر تلك المبيعات بـ 100 مليون دولار أميركي على الأقل. وذكرت مجلة بانوراما، الصادرة في ميلان، أن إسرائيل باعت لنظام الخميني 45 ألف قطعة من المسدس الرشاش عوزي وقاذفات الصواريخ الموجهة المضادة للدروع وصواريخ وهاوتزر وقطع غيار للطائرات

دعم إسرائيل للقوات الجوية الإيرانية

-يذكر أن إسرائيل قدمت أيضًا لإيران المدربين والمساعدات غير التسليحية من أجل المجهود الحربي، فيذكر مارك فيثيان أن القوات الجوية الإيرانية قد إنهارت بعد الهجوم العراقي الأولي، ولكن أصبح يمكنها تنفيذ عدد من الغارات فوق بغداد ومهاجمة المواقع الإستراتيجية بعد قرار إدارة ريجان بالسماح لإسرائيل بتمرير الأسلحة الأميركية إلى إيران لمنع العراق من تحقيق نصر سريع وسهل.

وذكرت صحيفة "إيروسبيس ديلي" في شهر آب من عام 1982 أن الدعم الإسرائيلي كان "حاسمًا" في استمرار تحليق القوات الجوية الإيرانية في مواجهة العراق. كما شملت المبيعات الإسرائيلية قطع غيار للطائرة النفاثة الأميركية "آف4" فانتوم الثانية. ذكرت "نيوزويك" أيضًا أنه بعدما هبط أحد المنشقين الإيرانيين بطائرته النفاثة إف 4 فانتوم في المملكة العربية السعودية عام 1984، قرر خبراء المخابرات أن العديد من أجزاء الطائرة قد بيعت أساسًا إلى إسرائيل ثم أعيد تصديرها إلى طهران بما يعد انتهاكًا للقانون الأميركي.

مشاركة إسرائيل بقصف مفاعل تموز

بعد فشل إيران بتنفيذ أوامر إسرائيل بتدمير مفاعل تموز العراقي، تدخلت إسرائيل بنفسها في السابع من يونيو عام 1981، حيث قام سرب من الطائرات القتالية "آف-16 فاينتج فالكون" التابعة لـلقوات الجوية الإسرائيلية، بحراسة الطائرة "آف-15 إيغل"، بقذف المفاعل النووي "تموز أوزيراك" في العراق وتدميره. وبحسب الصحفي نيكولاس كريستوف، لولا هذا الهجوم "لامتلك العراق السلاح النووي خلال الثمانينيات، ولكان لديها محافظة اسمها الكويت وجزء من إيران ولعانت المنطقة من الدمار النووي." حيث كان هذا المفاعل الخطوة الأولى الفعلية في إنتاج السلاح النووي العربي.

دعم على الأرض

-وفقًا لجون بولوخ وهارفي موريس، قام الإسرائيليون بتصميم وتصنيع كتل كبيرة من مادة متعدد الستيرين خفيفة الوزن التي حملتها القوات الإيرانية المعتدية لبناء ممرات فورية مؤقتة عبر المياه العراقية الضحلة الدفاعية في مواجهة البصرة؛ ولقد جعلت إسرائيل الطائرات الإيرانية تستمر في الطيران رغم نقص قطع الغيار، وعَلم المدربون الإسرائيليون القادة الإيرانيين كيف يتعاملون مع القوات.

ورغم جميع خطب الزعماء الإيرانيين والدعاء على إسرائيل في صلاة الجمعة، لم يكن أبدًا في إيران أقل من ألف مستشار وفني إسرائيلي تقريبًا في أي وقت طوال الحرب، ولقد كانوا يعيشون في معسكر شديد الحماية والتنظيم شمال طهران، ولقد ظلوا على هذا الحال حتى بعد وقف إطلاق النار.

إتفاقية إيران كونترا

-هي اتفاقية وقعها الرئيس الأميركي رونالد ريغان في تاريخ 1981/11/23 م والإتفاقية تقضي بأن تقوم إسرائيل ببيع أسلحة لإيران لتقاتل بها العراق في الحرب العراقية الإيرانية في زمن حكم الرئيس العراقي صدام حسين.وبدأت هذه الاتفاقية حينما اجتمع من أميركا: جورج بوش الأب نائبا الرئيس الأميركي.، ومن إيران: أبو الحسن بني صدر رئيس وزراء إيران. ومن إسرائيل: آري بن ميناش من المخابرات الإسرائيلية.

وفي أغسطس عام 1985، تم إرسال 96 صاروخاً من نوع "تاو" من إسرائيل إلى إيران على متن طائرة DC-8 انطلقت من إسرائيل. وفي نوفمبر عام 1985، تم إرسال 18 صاروخاً تم شحنها من البرتغال وإسرائيل. ثم 62 صاروخاً آخر أرسلت إلى إيران من إسرائيل.

كل هذا في الوقت الذي كان يدعي الخميني أن أميركا تمثّل الشيطان الأكبر بالنسبة للإيرانيين الذين تبعوا الخميني في ثورته ضد نظام الشاه، وفي الوقت الذي كان يدعي أنه أكبر عدو لإسرائيل.


المنشورات ذات الصلة