عاجل:

نساء في صدارة الذكاء الاصطناعي: "شات جي بي تي" يكشف عن تحول في خريطة الاستخدام العالمي!

  • ٥٨

في خطوة غير مسبوقة، كشفت شركة "أوبن إيه آي" عن أول دراسة تحليلية موسعة توضح سلوك مستخدمي أداة الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي"، والتي شملت أكثر من 1.5 مليون مستخدم نشط خلال الفترة الممتدة من مايو/أيار 2024 إلى يونيو/حزيران 2025.

ورغم أن الدراسة لم تخضع لمراجعة الأقران كما هو معتاد في الدراسات الأكاديمية، إلا أنها تقدّم نظرة معمقة إلى كيفية استخدام الأداة، مما يسمح بفهم أوسع لاتجاهات السوق الرقمية الحديثة وتحولات الطلب على أدوات الذكاء الاصطناعي.

 النساء يتصدرن المشهد الرقمي

أحد أبرز مفاجآت التقرير أن النساء أصبحن يشكلن النسبة الأكبر من مستخدمي "شات جي بي تي"، بنسبة وصلت إلى 52%، مقارنة بـ20% فقط عند إطلاق النموذج في عام 2023. هذا التحول يعكس اهتماماً متزايداً من النساء في العالم الرقمي، ويطرح تساؤلات حول أدوار جديدة لهن في مستقبل التكنولوجيا.

كما أظهرت الدراسة أن 50% من المستخدمين ينتمون إلى الفئة العمرية بين 18 و25 عامًا، ما يشير إلى اعتماد واسع من الشباب على الذكاء الاصطناعي كمصدر للمعرفة والمساعدة في الحياة اليومية.

 العمل؟ ليس الهدف الرئيسي

بعكس ما يُعتقد، فإن الغالبية العظمى من الاستخدامات لا ترتبط مباشرة بالأعمال أو الوظائف. حيث كانت طلبات المساعدة العامة والأسئلة الحياتية – مثل "كيفية تغيير إطار السيارة" أو "إصلاح جهاز منزلي" – من أكثر الطلبات شيوعاً، إلى جانب أسئلة ثقافية وشخصية.

ويظهر تحليل "واشنطن بوست" أن توزيع استخدامات "شات جي بي تي" جاء على النحو التالي:

1-المساعدة العملية: 28.3%

2-الكتابة: 28.1%

3-البحث عن المعلومات: 21.3%

4-الدعم التقني: 7.5%

5-الوسائط المتعددة: 6%

6-التعبير عن الذات والحديث العام: 4.3%

7-استخدامات أخرى: 4.6%

 من النصوص إلى النفوس

اللافت في الدراسة أن استخدامات البرمجة لم تتجاوز 4.2%، وهو ما يتعارض مع الصورة النمطية التي تربط بين الذكاء الاصطناعي والبرمجة. في المقابل، ارتفعت استخدامات تعديل النصوص ونقدها إلى 38%، تليها كتابة الرسائل والمحادثات الرسمية بنسبة 28%، ثم الترجمة بنسبة 16% وتلخيص النصوص بنسبة 13%.

أما المفاجأة الأخرى، فهي استخدام "شات جي بي تي" من قبل البعض كمصدر للدعم العاطفي أو "الصديق الرقمي"، رغم أن هذه النسبة تبقى محدودة جداً بحسب الشركة.

 تهديد لمحركات البحث؟

أبرز ما جاء في الدراسة هو الاستخدام المتزايد لـ"شات جي بي تي" كمحرك بحث بديل. حيث بدأ كثير من المستخدمين بالاعتماد عليه بشكل مباشر للحصول على المعلومات، مما يمثل تحدياً مباشراً لهيمنة "غوغل" على سوق البحث الإلكتروني.

وقد دفع هذا التحول شركة "غوغل" إلى إعادة هيكلة محركها، مع إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرته على الفهم والإجابة الذكية.

نمو من حيث الكم والنوع

تشير الدراسة أيضاً إلى نمو الاستخدام في الدول النامية، رغم عدم الكشف عن تفاصيل الاستخدام في كل دولة. وتعكس هذه المؤشرات اتساع رقعة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ليس فقط في المجالات التقنية، بل في الحياة اليومية لملايين الأشخاص حول العالم.

 خلاصة اقتصادية

تمثل هذه البيانات فرصة ثمينة لفهم السوق الرقمية وسلوك المستخدمين في عصر الذكاء الاصطناعي. ومع دخول النساء والشباب في طليعة الاستخدام، يتغير شكل الطلب والفرص الاستثمارية في هذا القطاع سريع النمو.

ويبدو أن أدوات مثل "شات جي بي تي" لم تعد مجرد ابتكار تقني، بل أصبحت مكوّناً أساسياً في نمط الحياة الحديثة، وهو ما سيعيد رسم معالم الاقتصاد الرقمي خلال السنوات المقبلة.

المنشورات ذات الصلة