عاجل:

من الخطوة مقابل خطوة إلى التصعيد المباشر.. تصريحات برّاك تثير القلق في بيروت ( الأخبار )

  • ٣١

أثارت تصريحات المبعوث الأميركي توماس برّاك، التي وصفت المقاومة بـ"رؤوس الأفاعي" واتهمت الدولة اللبنانية بالتقصير، صدمة في الأوساط السياسية في بيروت، التي رأت فيها تحولًا خطيرًا في الخطاب الأميركي، ومؤشرًا على غطاء سياسي محتمل لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتوسيع عملياته العسكرية ضد لبنان، تحت ذريعة عدم التزام الدولة ببنود وقف إطلاق النار.


مصادر مطلعة أكدت أن تصريحات برّاك تتقاطع مع ما عبّر عنه مسؤولون إسرائيليون، وتنسجم مع تسريبات وصلت إلى قيادة الجيش اللبناني، عقب اجتماع لجنة "الميكانيزم"، حيث تبلّغ لبنان عدم رضى أميركي عن أداء الجيش، وهو ما اعتُبر تمهيدًا لضربة محتملة.

وبحسب مصدر لبناني مطّلع على الاتصالات الجارية في العاصمة الأميركية، فإن تصريحات برّاك جاءت بعد سلسلة مشاورات داخل الفريق العامل إلى جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ لمس متصلون من اللبنانيين ببرّاك أنه «عرضة لحملة انتقادات قاسية من جانب أطراف أميركية تتبنّى وجهة النظر الإسرائيلية، وتحمّله مسؤولية عدم التشدّد مع السلطات اللبنانية، وتتّهمه بأن أسلوبه مع المسؤولين اللبنانيين يشجّعهم على المراوغة، وبأنه يكرّر في لبنان ما فعله في سوريا حين أوحى للرئيس السوري أحمد الشرع بأن الأخير يمكنه المناورة في وجه الطلبات الأميركية - الإسرائيلية، ما قاد الشرع إلى قراءة خاطئة للموقف الإسرائيلي، وتسبّب له بمشكلة كبيرة في الجنوب السوري والسويداء».


ونقلت المصادر أن براّك أسرّ إلى شخصيات التقاها على هامش اجتماعات نيويورك بأنه «قلق جداً، ويخشى جدياً عودة الحرب الإسرائيلية على لبنان، وأنه اضطر إلى قول ما قاله في مقابلته الأخيرة لتظهير الموقف الرسمي لبلاده، ولتأكيد أنه لا يقوم بعمل مستقلّ، وليوضح للمسؤولين اللبنانيين بأن إسرائيل جادّة في برنامجها ليس لنزع سلاح حزب الله بالقوة فحسب، بل لتدفيع الدولة اللبنانية ثمن عدم قيامها بالدور المطلوب منها».

التغير المفاجئ في موقف برّاك، بعد وعوده السابقة بالالتزام بمنهج "الخطوة مقابل خطوة" مع إسرائيل، ووعده أمام الرئيس نبيه بري بتحقيق توازن في التنازلات، جعل المسؤولين اللبنانيين يشعرون بالخديعة والانقلاب على التفاهمات.


وتشير المعلومات إلى أن السلطة اللبنانية، التي اطمأنت سابقًا إلى أن الملف اللبناني ليس أولوية إسرائيلية وفق ما نُقل عن مسؤول أممي، فوجئت بهذا التصعيد الأميركي عشية تقديم الجيش تقريره حول خطة نزع السلاح، ما جعل الأجواء تتجه مجددًا نحو التوتر والتصعيد.


المنشورات ذات الصلة