عاجل:

التهديد لا يزال قائماً.. حزب الله لم ينتهِ بعد: تحذيرات من قراءة خاطئة للمشهد اللبناني

  • ٤٢

نشر موقع National Security Journal الأميركي تحليلًا سياسيًا وأمنيًا سلّط فيه الضوء على تطورات المشهد اللبناني في ظل المواجهة المستمرة بين إسرائيل وحزب الله، معتبرًا أن التقديرات الغربية والإسرائيلية التي تفيد بأن حزب الله بات "قوة منتهية الصلاحية" قد تكون سابقة لأوانها، بل وربما تنذر بخطأ استراتيجي كبير، على غرار ما حدث عام 1982.

ووفقًا للموقع، فإن الاجتياح الإسرائيلي للبنان في 1982، والذي استهدف ما وصف بـ"القضاء على الخلايا الإرهابية الفلسطينية"، فُسِّر حينها على أنه خطوة مرحب بها من بعض اللبنانيين، إلا أن الواقع انقلب عندما بدأ الحرس الثوري الإيراني في تدريب الشيعة اللبنانيين، مما أسفر عن نشوء قوة عسكرية جديدة تمثلت لاحقًا في "حزب الله".

وأشار التقرير إلى أن الحزب استطاع خداع العديد من الدبلوماسيين والمحللين الأميركيين بإعادة تقديم نفسه كـ"وجه للقومية اللبنانية"، بينما ظل في حقيقته قوة تعمل لصالح رعاته الإقليميين، وعلى رأسهم إيران.

وفي إشارة إلى الحرب الجارية، أوضح الموقع أن حزب الله استأنف عملياته ضد إسرائيل في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، في محاولة لمشاركة حركة حماس "مجدها" ولفت الأنظار في ظل انشغال إسرائيل بجبهات متعددة. إلا أن الرد الإسرائيلي كان قاسيًا، حيث استهدفت تل أبيب قيادات عسكرية وميدانية بارزة في الحزب، بالإضافة إلى عمليات نوعية مثل تفجير أجهزة "البيجر" الخاصة بالحزب بشكل متزامن.

ومع ذلك، يرى National Security Journal أن الاستخفاف بقدرة الحزب على التعافي يشكل خطأً شبيهًا بالاستخفاف به في ثمانينيات القرن الماضي. ويدعم هذا التحذير سببين رئيسيين:

الشبكة المالية لحزب الله لا تزال قوية: رغم تراجع التمويل الإيراني المباشر، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعارض وجود إسرائيل، قد يسد هذا الفراغ المالي. كما أن الجاليات اللبنانية، خاصة في غرب أفريقيا وأميركا الجنوبية، تشكّل مصدر دعم اقتصادي عبر شبكات مالية وتجارية يشتبه بتورط بعضها في أنشطة غسل أموال وتهريب.

الإعلان المبكر عن "انتهاء المهمة" خطر استراتيجي: طالما أن حزب الله يحتفظ بسلاحه، يظل لبنان مهددًا بتجدد التمرد. كما أن إيران وتركيا لا تزالان تدعمان محاور معادية لإسرائيل في المنطقة، مما يمنح الحزب هامشًا للبقاء، وربما للعودة بقوة في أي لحظة.

ويحذّر التقرير من أن القادة في واشنطن وتل أبيب إذا ما تعاملوا مع الوضع على أساس أن حزب الله قد انتهى، فإن ذلك قد يفتح الباب أمام مفاجآت استراتيجية. وفي هذا السياق، دعا الموقع إدارة الرئيس الأميركي إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية على قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون لنزع سلاح الحزب، وتقديم دعم مباشر للجيش اللبناني، وتفادي الوقوع مجددًا في فخ السياسات الطائفية والفساد في بيروت.

وختم الموقع بالتحذير التالي:

"إذا افترض البيت الأبيض أو الكنيست أن حزب الله سيلتزم بالجدول الزمني الذي وضعاه له، فإن الحزب لن يتردد في العودة من جديد، مستفيدًا من أي فراغ أمني أو سياسي يُمنح له."

المنشورات ذات الصلة