عاجل:

بين "جنوب الليطاني ومشهد الروشة"... الجيش يحسن إدارة الأزمة (خاص)

  • ٥٠
خاص ـ "إيست نيوز"
يستمر الجدل حول موضوع اضاءة صخرة الروشة وتقييم "من ربح ومن خسر" سياسيا في ذكرى الأمينين العامين لـ"حزب الله"، فهناك فريق يرى في مشهد الروشة سقوطا لهيبة الدولة وتقدم "الدويلة على الدولة" ومن "عاب" على سلطة ان تمنع طائفة وجمهورا من إحياء ذكرى ورفع صورة شهيدين .
مهما يكن، فمشهدية الروشة حملت رسائل الى الداخل والخارج، ومن المؤكد ان الموضوع ليس إضاءة صخرة او عدم اضاءتها بل ابعد من ذلك بكثير.
وعند فرزها للمواقف، قالت مصادر سياسية لـ "ايست نيوز" يرى البعض ان حزب الله نجح أولا بإبعاد الضوء عن سلاحه وفي إعادة فرض سيطرته على المشهد الداخلي بتكتيك وقالب ذكي برر فيه انقلابه على تسوية قبل ما الاحتفال، وأكدت أن "الثنائي الشيعي" استطاع ان يسجل انتصارا على الحكومة والقوى السيادية مثبتا لجمهوره والمجتمع الدولي انه صاحب القرار في الكثير من المسائل وان شيئا لم يتغير في وضعيته السياسية والشعبية وربما لاحقا في ملف السلاح.
وفي المقابل تعتبر مصادر سياسية أخرى ان الأجهزة الأمنية وفي مقدمها الجيش أثبت حكمة في التعاطي مع هذا الملف لعلم القيادات الامنية ان هناك محاولات ومساع لتوتير الوضع، وبالتالي فان الاجهزة احسنت التعامل المسؤول على الرغم من التشويش على دورها وعدم التزامها تنفيذ القرار السياسي .
وعلى خلفية إتهام الأجهزة الامنية بالتقصير والتقاعس في إمتحان السيادة تقول المصادر ان الإتهام في غير محله وزج الجيش يخضع للاستثمار السياسي من اجل التشويش وضرب سمعة الاجهزة الأمنية. مؤكدة ان ما جرى لا علاقة له بخطة "حصر السلاح" التي التزم بها الجيش، فإضاءة صخرة في مناسبة شهيدين لا تشبه مهمة نزعه، والجيش يقوم بكامل واجباته وملتزم قرار الحكومة تطبيق مندرجات وقف إطلاق النار .
 وتتوقف المصادر عند بيان الجيش في اجتماع لجنة الميكانيزم الأحد الماضي الذي رفع فيه الجيش سقف خطابه السياسي وأدان الخروقات الإسرائيلية التي وصلت الى ٤٥٠٠ خرقا .ومع ان هذا البيان أوحى لعدد من المراقبين انه تلميح لفرملة خطة الجيش اذا استمر التصعيد الاسرائيلي على هذه الوتيرة إلا ان مصادر مطلعة اكدت لموقعنا ان بيان الجيش وضع الإصبع على الجرح وتضمن اتهاما مباشرا لإسرائيل بعرقلة عمل الفرق العسكرية جنوب الليطاني .
وتوقف المراقبون عند ملاحظات كثيرة على هامش اجتماع الناقورة الذي عقد يوم الأحد الماضي في الشكل المضمون، فإجتماع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار "الميكانيزم" لم يكن موفقا على صعيد النتائج او الخطوات المنوي اعتمادها في المرحلة المقبلة استكمالا لمسار سحب السلاح جنوب الليطاني. فهو جاء على وقع تصعيد اسرائيلي عنيف وغارات غير مسبوقة انعكس ارباكا لدى المجتمعين وادى الى إلغاء الجولة الميدانية المقررة للجنة .
 وتقول مصادر مطلعة ان الجيش قدم في إجتماع الناقورة شرحا عسكريا مفصلا للخطوات التي تتعلق بالمرحلة الاولى من خطة السلاح الممتدة الى نهاية العام مع عرض بالأرقام لحاجات الجيش لإستكمال الخطة. وان مهمة سحب السلاح من المخازن هي اليوم في "سباق" مع الوقت قبل الدخول في موسم الشتاء الذي يعيق عمل فرق الهندسة أضافة الى العوائق الميدانية واللوجستية المتعلقة بالنقص في التجهيزات والعناصر.
وتنتهي المصادر لتقول: أنه وما بين جنوب الليطاني ومشهد الروشة من الواضح ان الجيش يواجه تحديات كبيرة، فهو عالق في الوسط بين الضغوط الدولية والإصرار على تطبيق خطة سحب السلاح والتصعيد الاسرائيلي الذي وصل الى حد ارتكاب مجازر بحق العائلات والجميع يعلم ان الجيش ليس في وارد المواجهة مع بيئة تدفع يوميا فاتورة الاحتلال من شهداء وتدمير وتهجير في ظل المخاوف من ان يكون ما جرى في الروشة جزء من مشهد محاولة توريط الجيش وجره الى المواجهة مع الجمهور الشيعي لتحقيق مكاسب سياسية.

المنشورات ذات الصلة