خاص - "ايست نيوز"
لا تزال حادثة الروشة موضع نقاش داخلي تعلو حدته وتخفت بحسب وتيرة الاتصالات والمعالجة السياسية، فما جرى ترك ندوبا سياسية على "بنية" حكومة الرئيس نواف سلام لن تمحى بسهولة، إلا إذا استطاعت الحكومة تأكيد سلطتها وعدم السماح بتكرار مشاهد أخرى كي لا يكون مصيرها التآكل والفشل والانقسام.
على ان أخطر ما ورد في مشهد الروشة، كما تقول مصادر سياسية لموقع "ايست نيوز" انه تخطى بأبعاده الداخل اللبناني الى المجتمع الدولي الذي يتابع أداء الحكومة ويراقب مدى قدرتها على إنقاذ الوضع اللبناني واجراء اصلاحات مالية واقتصادية ....
اكد المشهد أيضا ان هناك خللا كبيرا في عمل السلطات والتنسيق داخل الدولة، وهذا الأمر انعكس في حالة الارباك التي ظهر فيها رئيس الحكومة نواف سلام في قلب "معركة الروشة" واندفع ملوحا بالاعتكاف لإيصال رسالة مفادها "أن رئاسة الحكومة ليست مكسر عصا"، بعدما استشعر ان هناك محاولة لتطويقه وإفراغ "الموقع السني" من صلاحياته الدستورية وتحويل السلطة التنفيذية الى موقع فاقد لها.
وتقول المصادر "حسنا فعل الرئيس سلام"، بتطويق التفاعلات وسحب مشروع "اعتكافه" من التداول، عبر طرح اللقاء التشاوري الوزاري بدعوة من الوزير طارق متري، الامر الذي ساهم بتخفيف الاحتقان السياسي وتراجع حدة أزمة "صخرة الروشة".
وتضيف المصادر عينها لتقول: المخرج الذي طبق سحب لغم تفجير الحكومة، وقد جاء كما تؤكد مصادر سياسية بناء على نصائح وصلت الى رئيس الحكومة من الخارج للتروي وعدم الاعتكاف وضبط الانفعالات والعودة الى العمل الحكومي تفاديا لتكرار سيناريوات حصلت مع رؤساء حكومات سابقين واجهوا حالات مماثلة يوم حوصرت السراي الحكومي في عهد الرئيس فؤاد السنيورة وكاد الأمر يتطور لإشكالات وانقسام مذهبي وطائفي.
وهكذا استطردت المصادر لتزيد: "هكذا سلكت المعالجة عدة طرق بفتح خطوط التواصل بين المقرات الرئاسية والأجهزة الامنية وكلف المرجع القضائي المختص الأجهزة الأمنية المعنية جمع المعلومات حول ما حصل في منطقة الروشة وتوصيف الأفعال، ذلك ان مثل هذه المعالجات ساهمت في تفادي "تفجير اللغم" الذي كان سيصيب الحكومة من الداخل ويهز الأمن في لبنان.
وانتهت المصادر الى خلاصة تقول: لا يحسد رئيس الحكومة نواف سلام على موقعه، فهو ينتقل من ازمة الى أخرى. ويجد نفسه في كل استحقاق تحت تأثير التجاذبات الداخلية بين فريق يطالب هذه المرة بـ "حصر السلاح" وفريق يأخذ على رئاسة الحكومة انشغالها بتطبيق أجندة دولية دون الاهتمام بالأزمات الداخلية. كما ان الحكومة باتت تحت تأثير المجتمع الدولي الذي يضغط على الدولة، لإنجاز الاصلاحات واستعادة السيادة وحصر السلاح والانتقال الى مرحلة بناء الدولة والمؤسسات وإعادة الإعمار.