تصاعد الخلاف بين عون وسلام.. وسام لقائد الجيش يشعل الأزمة السياسية (الأخبار)

أشارت جريدة "الأخبار" إلى أنّ الأزمة السياسية في لبنان تتفاقم مع اتساع رقعة الخلاف بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، في ظل استمرار التوترات التي فجّرها الخلاف حول فعّالية صخرة الروشة وصورة الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، وما تبعها من تداعيات داخلية شملت المؤسستين الأمنية والعسكرية.

وفي تطور لافت، قام الرئيس عون بتقليد قائد الجيش رودولف هيكل وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، في خطوة فُسرت كردّ مباشر على الحملة التي يقودها سلام وفريقه ضد قيادة الجيش، ولا سيما على خلفية اتهامات بالتقصير والتحريض على العصيان داخل المؤسسة العسكرية.

مصادر مطلعة كشفت أن هذا التكريم يحمل دلالات سياسية واضحة، خصوصاً أن منح وسام من هذا المستوى عادةً ما يُ reserved للمسؤولين عند نهاية ولايتهم، وليس في بدايتها، ما يؤكد أنه بمثابة رسالة دعم علنية لقائد الجيش في مواجهة الضغوط السياسية.

رد فعل رئيس الحكومة نواف سلام جاء غاضباً، حيث اعتبر الخطوة تحدّياً مباشراً له، متّهماً رئيس الجمهورية بالانحياز ومحاولة تقويض صلاحيات السراي الحكومي. ويأتي ذلك في وقت تشير فيه معلومات إلى أن سلام تراجع عن خيار الاستقالة أو الاعتكاف، لكنه مستمر في تصعيده السياسي والإعلامي.

في المقابل، شهدت العلاقة بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري تقارباً ملحوظاً، حيث أكد الأخير بعد لقائه الرئيس في قصر بعبدا أن الاجتماع كان "ممتازاً"، مشدداً على ضرورة تهدئة الأجواء وتطويق تداعيات فعالية الروشة.

مصادر سياسية أوضحت أن الأزمة الحالية بين الرئاستين الأولى والثالثة تكشف عن شرخ عميق في الثقة، وتباينات بنيوية في مقاربة الملفات الأمنية والسياسية، ما يهدد بمزيد من التأزيم في المشهد الداخلي، ويضع الأجهزة الأمنية، ولا سيما الجيش، في موقف حرج أمام المجتمع الدولي، في ظل تصاعد التوتر على الحدود الجنوبية واحتمال استغلال الوضع داخلياً وخارجياً.