استضافت موسكو أمس المؤتمر العلمي والعملي الدولي الذي نظمه المعهد المركزي للبحوث العلمية التابع لمعهد الدراسات الشرقية في أكاديمية العلوم الروسية، تحت عنوان: "الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الصحراء والساحل: توقعات التنمية حتى عام 2026".
وشارك في المؤتمر ممثلون من 17 دولة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الساحل وأمريكا اللاتينية وأوروبا، وذلك في إطار التحضير لقمة روسيا والعالم العربي المقررة في 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وتناول المشاركون خلال المؤتمر تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، إلى جانب العوامل المؤثرة في استقرارها، وسبل تعزيز التنمية المستدامة حتى عام 2026.
وقد شارك لبنان بفعالية من خلال كلمة ألقاها الأستاذ محمد ناصر الدين، رئيس مكتب التعاون اللبناني – الروسي (روسليفان)، الذي شدد على أن لبنان ليس جزيرة معزولة، بل دولة تتحمل تبعات موقعها الجغرافي وسط أزمات المنطقة المزمنة.
وأكد ناصر الدين أن لبنان دفع ثمناً باهظًا نتيجة التوترات المحيطة، بدءًا من الاحتلال الإسرائيلي مرورًا بالحروب الإقليمية المستمرة منذ نكبة فلسطين، وصولًا إلى العمليات العسكرية الأخيرة بعد "طوفان الأقصى" عام 2023. ولفت إلى أن لبنان يسعى حاليًا إلى بسط سيادة الدولة عبر حصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية وتنظيم المعابر.
كما أشار إلى عمق العلاقات اللبنانية – الروسية، داعيًا إلى تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ومشيدًا بالمواقف الروسية الداعمة للقضايا العربية في المحافل الدولية.
وفي سياق متصل، دعا ناصر الدين روسيا إلى لعب دور أكبر وأكثر تأثيرًا في وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على فلسطين ولبنان وسوريا، والاضطلاع بدور الوسيط النزيه لضمان أمن شعوب المنطقة واحترام سيادتها.
وتمنى ناصر الدين أن تحمل القمة الروسية العربية المرتقبة خطوة مهمة، وتمنح الدول العربية مساحة أوسع لتوسيع العلاقات الدولية الدولية.
وفي ختام كلمته، أكد أن لبنان اليوم يقف أمام فرصة لإعادة بناء مؤسساته بعد سلسلة من الأزمات والانهيارات، معبّرًا عن الأمل في أن يشكّل التعاون مع روسيا ركيزة لتعزيز الاستقرار والتنمية في المرحلة المقبلة.

