يُعد الاكتناز القهري اضطرابًا نفسيًا يعاني فيه الشخص من صعوبة بالغة في التخلص من الأغراض، حتى لو كانت غير ضرورية أو عديمة القيمة. يتراكم كل شيء بشكل تدريجي حتى تتحول المساحات المعيشية إلى فوضى خانقة تؤثر على الحياة اليومية والصحة النفسية.
هذا الاضطراب لا يتعلق فقط بحب الاحتفاظ بالأشياء، بل هو سلوك قهري ناتج عن مشاعر داخلية من الخوف والقلق، حيث يشعر المصاب بالتوتر أو الذنب إذا حاول التخلي عن أي غرض، مهما كان تالفًا أو غير مفيد.
تبدأ هذه الحالة غالبًا في سن المراهقة، وتتفاقم مع مرور الوقت. ويختلف شكل الاكتناز بين شخص وآخر، فالبعض يحتفظ بأوراق وصحف قديمة، والبعض الآخر يحتفظ بعلب فارغة، أو حتى يجمع أعدادًا كبيرة من الحيوانات دون قدرة حقيقية على رعايتها، فيما يعرف بالاكتناز الحيواني.
يشير علماء النفس إلى أن الشخص المصاب بالاكتناز القهري لا يرى الفوضى التي يعيش وسطها كما يراها الآخرون، بل ينظر إلى أغراضه على أنها جزء من أمانه الشخصي أو ذاكرته أو هويته. كما يرتبط هذا السلوك أحيانًا باضطرابات أخرى مثل الاكتئاب أو القلق أو التجارب الصادمة.
العلاج ممكن، ويشمل عادة العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد المصاب على إعادة بناء علاقته بالأشياء، وفهم أسباب التعلق بها، إضافة إلى استخدام بعض الأدوية في الحالات التي تستدعي ذلك.
الدعم العائلي ضروري جدًا خلال رحلة العلاج، ويجب أن يتم التعامل مع المصاب بتفهّم وصبر، دون ضغط أو إصدار أحكام، فالتغيير في هذه الحالات يحتاج إلى وقت ورعاية نفسية حقيقية.
الاكتناز القهري ليس مجرد فوضى منزلية، بل هو حالة نفسية تحتاج إلى وعي وتعاطف ومتابعة دقيقة.
×