كشفت مصادر مطلعة لـجريدة "الأخبار" أن الإدارة الأميركية لا ترى أي تطور يوجب إعادة تفعيل تحرّكها تجاه لبنان في الوقت الراهن، في ظل انكفاء واضح عن الملف اللبناني لصالح أولويات أخرى في المنطقة، أبرزها الحرب في غزة والملف السوري.
وبحسب متصلين بالعاصمة الأميركية، فإن المبعوث الأميركي توم برّاك أبلغ محيطه أنه لا يلمس أي مستجدات تستدعي عودته إلى بيروت، وأن إدارته تراقب عن بعد نتائج قرارات الحكومة اللبنانية، خاصة تلك المتعلقة بخطة نزع السلاح، معتبرًا أن «خشية الدولة» من مواجهة حزب الله تجعل الجيش غير قادر على تنفيذ المهمة، وبالتالي لا ينبغي للبنانيين توقّع أي خطوة أميركية تجاه إسرائيل في هذه المرحلة.
في السياق ذاته، يواصل رئيس الحكومة نواف سلام تصعيد خطابه تجاه حزب الله، مُصرًا على متابعة أحداث «صخرة الروشة»، مجددًا التزامه بخطة نزع السلاح من كافة الجهات، ما يعمّق الانقسام السياسي الداخلي حول هذا الملف الحساس.
هذا الملف كان موضع بحث في لقاءين بارزين أجراهما رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد مع كل من رئيس الجمهورية جوزاف عون وقائد الجيش العماد رودولف هيكل. وخلال اللقاء، شدّد الرئيس عون على أهمية التكاتف الوطني في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة، فيما ناقش رعد مع هيكل تفاصيل التعاون بين الحزب والمؤسسة العسكرية وخطة الجيش المنتظر عرض تقرير عنها في الجلسة الحكومية المقبلة.
من جهة أخرى، أعرب مسؤولون لبنانيون عن ارتياحهم إزاء قرار الإدارة الأميركية إرسال سفير جديد إلى بيروت هو ميشال عيسى، خلفًا للسفيرة ليزا جونسون. وبالرغم من موقفه المتشدّد تجاه حزب الله، والذي عبّر عنه خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، إلا أن قربه من المؤسسة العسكرية وأصوله اللبنانية—وتحديدًا من بلدة بسوس في قضاء عاليه—أثار بعض التفاؤل لدى دوائر رسمية مقربة من الرئاسة اللبنانية.
ويُنظر إلى تعيين عيسى كمؤشر على عودة الملف اللبناني إلى عهدة وزارة الخارجية الأميركية، بعيدًا عن هيمنة المبعوثين الخاصين، وسط تساؤلات عن مستقبل دور برّاك والمبعوثة مورغان أورتاغوس التي باتت مهمتها محصورة بلجنة "الميكانيزم".