شهد لبنان خلال الساعات الماضية حراكاً سياسياً وأمنياً لافتاً لاحتواء التوترات التي كادت تُفجّر الوضع السياسي، مع اقتراب عرض التقرير الشهري الأول لقيادة الجيش حول خطة "حصرية السلاح" في جلسة مجلس الوزراء المقبلة.
وفي خطوة لافتة، زار رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في بعبدا، في لقاء هو الأول بين الطرفين منذ أشهر. وتم خلاله التوافق، بحسب بيان رسمي، على "معالجة التباينات بحرص على المصلحة الوطنية العليا". وقد عبّر رعد عن تقدير الحزب لموقف عون وقيادة الجيش المتوازن تجاه الأحداث الأخيرة، لا سيما حادثة "صخرة الروشة" وملف السلاح.
وفي السياق نفسه، انتقل رعد إلى اليرزة حيث التقى قائد الجيش العماد رودولف هيكل، في لقاء تطرّق إلى الأوضاع الأمنية العامة وعمل الجيش في الجنوب.
وقالت مصادر رسمية لـجريدة "الجمهورية" إن هذا الحراك يعكس توجهاً لاحتواء الخلافات وفتح قنوات التواصل مجدداً، وسط ارتفاع وتيرة الضغوط الإقليمية والدولية، لا سيما مع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة واحتمال عودة الحرب، حسب تقارير دولية.
وبسب مصادر حكومية، فإن تقرير الجيش المنتظر سيعرض تقدّمه في تنفيذ الخطة جنوب الليطاني، بالتنسيق مع اليونيفيل، ويؤكد استمرار التعاون الكامل مع "حزب الله" في تلك المناطق، باستثناء المناطق التي يمنع العدو الإسرائيلي دخولها. كما أن لا مهلة زمنية لحسم الانتشار، بسبب استمرار الاحتلال والخروقات "الإسرائيلية".
في المقابل، لا يزال رئيس الحكومة نواف سلام متمسكًا بمواقفه تجاه ما حصل في فعالية الروشة، معتبراً أن استعادة هيبة الدولة لا تتم إلا بتطبيق القانون ومحاسبة المخالفين، مشدداً على أن "حصرية السلاح" هي مدخل الأمن والاستقرار، وأنه لا تراجع عن هذا المسار رغم أي اعتراضات سياسية.
وفي ملف العلاقات الإقليمية، التقى وزير الدفاع ميشال منسى نظيره السوري في مدينة العُلا السعودية، حيث ناقشا خطوات ترسيم الحدود وتفعيل التنسيق الأمني، في إطار التفاهمات الموقّعة سابقاً في جدة.
ومع هذه التطورات، تزداد أهمية الحراك السياسي والأمني الجاري، وسط استحقاقات داهمة أبرزها مناقشة تقرير الجيش، وعودة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، إضافة إلى التوتر المتنامي في الجنوب والتحديات الإقليمية المتصاعدة.