إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
بالنسبة لرجل من المفترض أنه يريد تخليص الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، فإن دونالد ترمب يقوم بالتأكيد بعمل رائع في تناقضه مع نفسه!!
فقد وقّع هذا الأسبوع على أمر تنفيذي يوفر لقطر ضمانة دفاعية أميركية وتحتفظ الولايات المتحدة بحق الرد على أي هجوم ضد قطر بالوسائل العسكرية إذا اختارت ذلك.
في عام 2017 عندما فرضت السعودية والإمارات والبحرين حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على قطر دعمهم ترمب وقال: "لطالما كانت دولة قطر ممولاً للإرهاب وعليها أن تنهي هذا التمويل وتنهي أيديولوجيتها المتطرفة".
لقد قام ترمب الآن بانقلاب كامل بزاوية 180 درجة، ففي أيار سافر إلى الدوحة وعاد إلى واشنطن بالتزام "تبادل اقتصادي" بين البلدين بقيمة مذهلة تبلغ 1.2 تريليون دولار، وما الاتفاق الأمني الذي أبرمته الولايات المتحدة هذا الأسبوع سوا تتويج لهذه العلاقة.
وبطبيعة الحال فإن على قطر أن تشكر نتنياهو على التحول الأخير في الأحداث لأنه هاجم الدوحة مؤخراً. لقد كان الهجوم لحظة صادمة بالنسبة لقطر التي لا بد أنها افترضت أن شراكتها الاستراتيجية مع واشنطن ستحميها من هجوم كهذا. ولم يعجب ذلك ترمب أيضاً حيث قال للصحفيين إنه "غير سعيد جداً بالطريقة التي سارت بها الأمور".
وإلى حد ما فإن الاتفاق بين الولايات المتحدة وقطر لا ينطوي على الكثير، فقد تم الإعلان عنه من خلال أمر تنفيذي لا يتمتع بقوة القانون وهو مجرد توجيه سياسي إلى أن تختار الإدارة المقبلة إما إلغاءه أو تخفيفه.
يبدو أن البيت الأبيض الآن يعوض قطر عن تعرضها للهجوم الإسرائيلي، وبصراحة إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل خلقت فوضى فعليها أن تتوقع من الإسرائيليين أن ينظفوا ما خلفوه وراءهم.