عاجل:

حين يلتقي التاريخ بالجغرافيا.. نصب للبحّارة الروس في قلب لبنان ( صور )

  • ١٣٧

احيت السفارة الروسية في لبنان حفل إزاحة الستار عن النصب التذكاري للبحارة الروس في بيروت، بمراسم تأبينية للجنود الراحلين، في منطقة فرن الشباك، قرب المقبرة الأنجلو-أميركية، بحضور السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف، والمستشار في السفارة الروسية ميلنيكوف كونستانتين، ورئيس مكتب التعاون اللبناني الروسي محمد ناصر الدين، إلى جانب شخصيات دبلوماسية وثقافية.

وللمناسبة اكد السفير الروسي الكسندر روداكوف ان النصب التذكاري الذي تم افتتاحه هو "رمز لامتناننا الأبدي فهو يمثل الشجاعة والثبات والإخلاص في أداء الواجب" وقال "إن جهود كبيرة تبذل لاستعادة وحماية المقابر والنصب التذكارية العسكرية في الخارج.

وأضاف: "كما ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارًا، فإن روسيا هي قبل كل شيء شعبها، وهم أبناؤها، لافتاً الى ان الخطوات الحازمة التي تتخذها روسيا على الساحة الدولية ترتكز على الاهتمام برفاهية المواطنين الروس وضمان أمنهم وتهيئة الظروف اللازمة لتنمية دولتنا المستقلة".

وتحدث المستشار في السفارة الروسية ميلنيكوف كونستانتين مؤكداً ان "حدث اليوم يجمع بين الذاكرة والتاريخ والمشاركة الإنسانية".

وقال:" فكرة بسيطة دفعتنا إلى هذا العمل، لكنها مقدسة ؛ لا ينبغي لأي جندي روسي أن يبقى بدون اسم على أرض غريبة. مهمتنا هي الحفاظ على كل عمل بطولي وكل اسم في ذاكرة الشعب.

وشكر ميلنيكوف كونستانتين "سيميون ألكسندروفيتش" على مساهمته الكبيرة، والمصلح الشهير من سانت بطرسبرغ ألكسي فيريتيننيكوف، الذي صنع النصب التذكاري وأعاد ترميم الشاهدة.

وفي سياق متصل قال العقيد سيميون ألكسندروفيتش زاخارتشينكو، الملحق العسكري المساعد في السفارة الروسية في لبنان، إن الاحتفال بإزاحة الستار عن النصب التذكاري للبحارة الروس في بيروت يحمل "أهمية تاريخية لا تُقدّر بثمن".

وأوضح أن البحرية الإمبراطورية الروسية كانت قد نفّذت في عامي 1860 و1861 مهمة حفظ سلام قرب السواحل اللبنانية، لحماية المسيحيين الأرثوذكس في ظل الصراع الطائفي حينها، مشيراً إلى أن 16 بحاراً لقوا حتفهم في بيروت بحسب تقرير الأدميرال شيستاكوف، قائد السرب في حينه.

وأشار زاخارتشينكو إلى أن الفريق الروسي أجرى بحثًا أرشيفيًا واسعًا في روسيا ولبنان لتحديد أسماء البحارة ومكان دفنهم، وقد تم حتى الآن التعرف على ثمانية منهم، مؤكدًا استمرار البحث لاستكمال هذا الملف التاريخي.

 من جهته شدد رئيس مكتب التعاون الروسي-اللبناني السيد محمد ناصر الدين على اواصر العلاقة بين لبنان وروسيا وقال: "نجتمع اليوم لنكرّم ذكرى البحّارة الروس الذين ضحّوا بحياتهم بعيداً عن وطنهم".

وأضاف: "إن شجاعتهم وتفانيهم أصبحت رمزاً للصداقة والاحترام المتبادل بين الشعبين اللبناني والروسي".

وتابع: "إن هذه الذكرى تحمل معنى خاص، فهي توثيق لتاريخ علاقاتنا مع روسيا الذي لا يقوم فقط على الدبلوماسية والاقتصاد، بل أيضاً على التضامن الإنساني الذي يتجلّى في أصعب اللحظات".

وختم: "كل الاحترام لتضحيات البحّارة الروس، والتقدير لعائلاتهم وللاجيال التي لحقت بهم وللاجيال الآتية وكل الحرص على تعزيز جسور الثقة والصداقة والتعاون والسلام بينهم وبين الاجيال في لبنان".

والجدير بالذكر ان هذا الحدث يأتي في إطار إحياء ذكرى الجنود الروس الذين خدموا ضمن السرب البحري المتوسطي على السواحل اللبنانية في ستينيات القرن التاسع عشر، وعلى رأسهم طاقم الفرقاطة "أوليغ"، التي رست على شواطئ لبنان في تلك الحقبة، وكانوا مكلفين بمهمة حفظ السلام وحمايةالمسيحيين الأرثوذكس في المنطقة.

وشهد الحفل إطلاق أعمال ترميم نصب الميتمـان الخاص بالبارون البحّار "بيدستروم غوتغارد ريخاردوفيتش"، الذي توفي خلال خدمته عام 1861، كما تم إنشاء نصب رمزي يحمل أسماء البحارة الروس، بعد أن استطاع موظفو السفارة في توثيق أسماء ثمانية من أصل ستة عشر بحارًا توفوا في بيروت بين عامي 1860 و1861.


تصوير: "عباس سلمان"


المنشورات ذات الصلة