عاجل:

الشيخ نعيم قاسم: "إسرائيل الكبرى" مشروع لم ينتهِ.. والمقاومة أقوى من الفتنة والحصار

  • ٣٦

أحيا حزب الله الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائدين الشيخ نبيل قاووق والسيد سهيل الحسيني، في احتفال حضره عدد من القيادات السياسية والحزبية، وألقى خلاله الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم كلمة أكد فيها على ثبات المقاومة في مواجهة التحديات الإقليمية والمحلية، وفي مقدّمها الاحتلال الإسرائيلي.

واستذكر الشيخ قاسم القائدين الشهيدين، مشيرًا إلى أن الشيخ قاووق كان رفيق درب الشهيد السيد الهاشمي، الذي استشهد في اليوم نفسه قبل عام، لافتًا إلى أن الشهيد قاووق قدّم مساهمات أساسية في مواجهة ما وصفه بالحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية في إيران، وتولّى منذ عام 2018 مسؤولية الأمن الوقائي في الحزب حتى استشهاده.

كما تطرّق إلى الدور الأمني الذي اضطلع به الشهيد السيد سهيل الحسيني، موضحًا أنه كان مكلفًا من الشهيد القائد الحاج عماد مغنية بتنفيذ مهمات أمنية خاصة، ثم أوكل إليه الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله، مسؤولية متابعة تداعيات الأزمة الاقتصادية في لبنان منذ بدايتها.

وفي السياق الإقليمي، حذر قاسم من استمرار مشروع "إسرائيل الكبرى"، معتبراً أن ما يجري اليوم في قطاع غزة ليس إلا جزءاً من هذا المشروع الذي لا يزال قائماً بدعم أميركي مباشر. واعتبر أن لا فصل ممكناً بين ما يجري في المنطقة وبين المشروع الإسرائيلي المدعوم من واشنطن، مشيرًا إلى أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة أُجريَت عليها تعديلات تتماشى مع مصالح إسرائيل، واصفًا إياها بأنها خطة "إسرائيلية بلبوس أميركي"، طُرحت في هذا التوقيت تحديداً لتبرئة تل أبيب أمام الرأي العام الدولي من جرائمها.

وفي المقابل، شدّد على أن قرار المقاومة الفلسطينية يبقى في يدها وحدها، رافضًا أي محاولة للضغط عليها أو فرض حلول تخدم الاحتلال، ومثمّنًا التحركات العالمية الداعمة لغزة، وخصوصًا توافد ناشطي "أسطول الصمود العالمي" من مختلف الجنسيات حول العالم، معتبراً أن لهذا المشهد دلالات كبيرة.

داخليًا، أكد قاسم أن أهداف الاحتلال الإسرائيلي في لبنان ليست قدراً محتوماً، مشيراً إلى أن العدو يواصل استهداف المدنيين وذوي الكفاءات للضغط على المقاومة، لكنه فشل في فرض معادلات جديدة، خصوصاً بعد أن أسقطت المقاومة محاولته جرّها إلى تبادل الخروقات على الحدود.

وانتقد الشيخ قاسم ما وصفه بتدخلات أميركية في الشأن اللبناني الداخلي، معتبراً أنها تهدف إلى فرض تركيبة سياسية جديدة تُبنى على أساس إضعاف حزب الله. وقال إن هذه المحاولات تندرج ضمن خطة أشمل فشلت عسكرياً وتسعى الآن لتحقيق أهدافها سياسياً، داعيًا اللبنانيين إلى عدم الانجرار خلف مشاريع "الإبادة السياسية والاجتماعية".

وفي الشأن الدستوري، شدّد قاسم على ضرورة تطبيق اتفاق الطائف بكامل بنوده، محذّراً من التعامل معه كوجهة نظر أو مجرد أداة خاضعة لموازين القوى، وسأل الحكومة اللبنانية عمّا فعلته فعلياً من أجل استعادة السيادة، معتبراً أن السيادة هي المدخل الأساسي للاستقرار وبناء الدولة، ومحمّلاً الحكومة مسؤولية عدم طرح الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على طاولة مجلس الوزراء.

ولم يغفل الشيخ قاسم الإشارة إلى محاولات زرع الفتنة بين المقاومة والجيش اللبناني، مؤكداً أن المؤسسة العسكرية تصرّفت بحكمة، وأن كلاً من الجيش والمقاومة يؤمنان بأن الفتنة ملعونة ويجب عدم السماح باندلاعها تحت أي ظرف.

وفي ما يتعلق بالوضع الاقتصادي، دعا قاسم الحكومة إلى التوقف عن الانشغال بـ"القضايا الصغيرة"، والتركيز على إعادة إعمار ما تهدّم في المناطق المتضررة، معتبرًا أن غياب بند واضح في الموازنة يتعلق بإعادة الإعمار يُعدّ تقصيراً خطيراً، لأن انطلاق عجلة البلد واستقراره مرتبطان بهذه الخطوة.

أما في الملف الانتخابي، فعبّر قاسم عن رفضه لمشاريع تعديل قانون الانتخاب بما يتماشى مع مصالح بعض الأطراف، قائلاً إن هناك من يسعى إلى تفصيل قانون جديد على مقاسه، بما يهدد التمثيل العادل ويخلق أجواء توتر سياسي. ووجّه رسالة مباشرة إلى القوى التي تطالب بتعديل توزيع مقاعد المغتربين، سائلاً: "أين المساواة في مطالبكم؟". وأكد أن حزب الله لا يمانع التمثيل العادل، لكنه يرفض أن يُفرض هذا التمثيل تحت ضغوط الوصاية الدولية أو الإملاءات الخارجية.



المنشورات ذات الصلة