كشف مصدر حكومي لبناني لصحيفة "الأنباء الكويتية" عن أن الحوار اللبناني–السوري حول الملفات العالقة يشهد تقدماً إيجابياً، بالرغم من تعقيداته، كونه يتناول قضايا متراكمة منذ عقود تتعلق بالأمن والسيادة والحدود. وأكد المصدر أن هذه المباحثات تُجرى "للمرة الأولى منذ استقلال البلدين قبل نحو 80 عامًا" على قاعدة التوازن والتفاهم، وليس من منطلق فرض الأمر الواقع كما كان سائداً في مراحل سابقة.
وأوضح أن البلدين باشرا فعلياً اتخاذ إجراءات ميدانية على جانبي الحدود بهدف ضبط المعابر غير الشرعية ووقف عمليات التهريب، التي لطالما شكلت مصدر توتر اقتصادي وأمني. وأشار إلى أن الجيش اللبناني ينفذ عمليات أمنية متواصلة لإقفال هذه المعابر وملاحقة المتورطين، مشدداً على أن "القلاع الأمنية" التي كانت تعتبر نفسها فوق القانون بدأت تتهاوى أمام الضربات المتلاحقة.
ولفت المصدر إلى أن هذا التقدم يعكس تحوّلاً جوهرياً في العلاقة بين بيروت ودمشق، يقوم على مبدأ الشراكة الأمنية والاحترام المتبادل للسيادة، ما قد يشكّل خطوة تمهيدية نحو تسوية أوسع تشمل ملفات أمنية وسياسية واقتصادية عالقة منذ سنوات.