في مشهد سياسي دقيق، نجحت الاتصالات التي قادها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في تطويق الخلاف الذي كاد أن ينفجر داخل مجلس الوزراء على خلفية فعالية إنارة صخرة الروشة التي نظّمتها جمعية "رسالات"، والتي أثارت جدلًا واسعًا.
وبحسب معلومات متقاطعة، أشار جريدة "الأخبار"، إلى إن التسوية التي تم التوصل إليها قضت بتعليق العمل بالعلم والخبر المعطى للجمعية، بانتظار استكمال التحقيقات الإدارية والجزائية التي أطلقتها كل من وزارة الداخلية والنيابة العامة التمييزية لتحديد المسؤوليات في ما جرى.
الرئيس عون لعب دورًا مباشرًا في احتواء الأزمة، من خلال التواصل مع رئيس الحكومة نواف سلام الذي كان يعتزم الذهاب نحو سحب الترخيص من الجمعية، ما كان يُنذر بأزمة سياسية حادة. وقد أشارت مصادر مطلعة إلى أن رئيس الجمهورية شدد خلال حديثه مع سلام على ضرورة معالجة الملف بعيدًا عن التشنج، معتبرًا أن التصعيد في هذه المسألة لا يخدم أحدًا في ظل التحديات الوطنية الكبرى.
كما كان لموقف حزب الله دور فاعل في الضغط نحو التهدئة، بعد تحذيرات نوابه من اتخاذ خطوات "كيدية" بحق جمعية محسوبة على بيئة سياسية وشعبية وازنة، ما دفع الأمور نحو مخرج "تعليق العلم والخبر" إلى حين انتهاء التحقيقات.
اللقاء الذي سبق الجلسة بين الرئيسين عون وسلام مهّد لتأجيل البند المتعلّق بالجمعية إلى نهاية جدول الأعمال، ليُبحث بهدوء بعد معالجة الملفات الأخرى.
ورغم أن القانون لا ينص صراحة على صيغة "تعليق عمل جمعية"، إلا أن مصادر وزارية وصفت هذا الإجراء بأنه "تسوية مؤقتة" لتفادي التصعيد، مشيرة إلى أن الجلسة شكلت "تصحيحًا لمسار غير محسوب" كاد أن يدخل الحكومة في اشتباك سياسي داخلي غير مبرّر.
الجلسة انعقدت على وقع تصعيد إسرائيلي خطير في الجنوب، حيث استُهدفت سيارة مدنية بصاروخين من طائرة مسيّرة، ما أدى إلى استشهاد حسن عطوي وزوجته زينب رسلان، في وقت كانت فيه الحكومة منشغلة بملف "رسالات"، ما أثار استياء حتى داخل فريق رئيس الحكومة نفسه، وفق مصادر سياسية متابعة.