عاجل:

لبنان يتأرجح بين التصعيد الإسرائيلي والسجال الداخلي.. والحكومة تعلّق عمل "رسالات" (الجمهورية)

  • ٢١

في مشهد يعكس هشاشة الواقع اللبناني أمام التصعيد الخارجي والتوترات الداخلية، مرّ يوم أمس ثقيلًا على البلاد سياسيًا وأمنيًا، وسط تصعيد إسرائيلي دموي في الجنوب والبقاع، وصمت رسمي فاضح من الحكومة، التي اكتفت بمناقشة ملف جمعية "رسالات" واتخاذ قرار بتعليق عملها مؤقتًا.

ففي جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون، تقرر تعليق العمل بالعلم والخبر الممنوح لجمعية "رسالات"، في انتظار نتائج التحقيقات الإدارية والجزائية، بعد انقسام سياسي حاد حول مسألة حلّها أو التريث القانوني. القرار اعتُبر تسوية وسطية تجنّبت التصعيد مع "حزب الله"، وأبقت على التوازن الهش داخل الحكومة.

لكن في المقابل، لم يُطرح في الجلسة أي بند أو تعليق حول الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في النبطية والبقاع، وأسفرت عن استشهاد الجريح حسن عطوي وزوجته زينب رسلان، في قصف استهدف سيارتهما أثناء توجههما لاصطحاب أطفالهما من المدرسة. كما شنّت إسرائيل غارات على مواقع في الهرمل وزغرين وجرود حربتا، وسط ادعاءات عن استهداف "مراكز تدريب لقوة الرضوان".

ورغم خطورة الاعتداءات، جاء الموقف الرسمي باهتًا وغائبًا، ما اعتبره مراقبون "تجاهلًا مريبًا" لمعادلة الردع والسيادة الوطنية، في مقابل تكثيف السجال الداخلي حول ملف الجمعيات وبعض العناوين الخلافية.

وفيما أشار تقرير الجيش اللبناني إلى استمرار الخروقات الإسرائيلية كعقبة رئيسية في تنفيذ مهام سحب السلاح جنوب الليطاني، جاء تعليق "رسالات" ليشكّل مخرجًا يرضي رئاسة الحكومة ولا يصطدم مباشرة بـ"حزب الله"، وفق مصادر حكومية.

في هذا السياق، نقلت جريدة "الجمهورية" عن سفير دولة كبرى قوله إن لبنان دخل في "جمود سلبي" طويل الأمد، مشبّهًا وضعه بـ"لمبة خافتة ممنوع أن تضيء أكثر أو تنطفئ"، مع تحذير من نزيف على المستويات كافة، في ظل اختلالات بنيوية عميقة، وتصاعد الخطاب الداخلي المنقسم.

سياسيًا، حذرت مصادر مسؤولة من تصعيد داخلي مفتعل قد يواكب أي تهدئة في غزة، في ظل مخاوف من إعادة طرح ملف سلاح "حزب الله" على نار الانقسامات، في وقت لا يزال التصعيد الإسرائيلي قائمًا بشكل يومي، وسط صمت دولي وضعف داخلي.

المنشورات ذات الصلة