خاص – "إيست نيوز"
يستعد التيار الوطني الحر تنظيمياً وسياسياً لإحياء ذكرى 13 تشرين الأول 1990 السبت المقبل في "الفوروم دو بيروت"، وهي الذكرى الأكثر تعبيراً عن الوجدان العوني في مقاومته السيطرة السورية، وفي رمزية تلك المناسبة.
المناسبة لهذه العام أرادها التيار الوطني الحر تعبيراً عن التمسك بالشرعية ورموزها، وبالدولة والجيش اللبناني. ففي مقاربة "التيار"، أن هذه "الأقانيم" تشكل قدس الأقداس للركائز الوطنية اللبنانية، وهي التي تبقى في عمق وجدانه ومقاربته للواقع اللبناني السياسي.
تذكّر مصادر "التيار" بأن اجتياح "المنطقة الحرة" في "13 تشرين" لم يكن موجهاً لشخص العماد ميشال عون ولا لفئة أو منطقة محددة، بقدر ما كان استهدافاً للشرعية الوطنية ورموزها، مشيرةً إلى التداعيات السلبية التي أعقبت السيطرة السورية الكاملة من استباحة للسيادة وخنق للحريات وتدمير للمجتمع والإقتصاد الإنتاجي، وتنصيب منظومة النهب التي زرعت بذور الإنهيار الكامل.
وتلفت مصادر "التيار" إلى أنَّ الجيش يبقى الخيمة الوطنية الصالحة لبسط سيادة الدولة ومواجهة المخاطر الإسرائيلية الحائمة فوق لبنان. فالحل لأزمة سلاح حزب الله يبقى في وضعه بتصرف الدولة من خلال الجيش، لأنه لم يكن يوماً دائماً إلى ما لا نهاية، بل ذات وظيفة محددة ويجب أن يكون لصالح لبنان ككل.
وبالنسبة للتيار، فإن الشرعية بما تمثله من وحدة ومساحة مشتركة بين جميع اللبنانيين، سبق وتعرضت للهجوم من كل الميليشيات التي ناصبت فكرة الدولة العداء وأدت إلى كل التشوهات المعروفة في الحرب.
والمناسبة هذه العام، أرادها "التيار" أن تكون جامعة قدر الإمكان لكل من يلتقي مع "التيار" أو قادر على مد يد الحوار له. ومن هنا، كان الإجراء التنظيمي بتوسيع دائرة الدعوات لسياسيين وإعلاميين ووجه فنية وثقافية وناشطة في المجتمع المدني، تعبيراً عن سياق الإنفتاح والتواصل الدائم مع الجميع. وتشير "المصادر" إلى أن هذه الخصائص ميزت تاريخياً التيار الوطني الحر ومبادراته مع المجتمع اللبناني والقوى السياسية الحيّة.
ولا يمكن فصل هذه المناسبات عن السياق العام لتجهز "التيار" لكل الإستحقاقات وخاصة منها النيابية، وتزخيم الحركة التنظيمية في ظل استمرار ضخ دماء جديدة في الجسم الحزبي. ففي ذهن "التيار" وقيادته حجم الإستهداف المستمر ليس للتيار فحسب بل بما يمثّل من قوة استقلالية ذاتية لا تتأثر بالتوجهات الخارجية، بل تتخذ قراراتها بناء على تقديرها للمصلحة اللبنانية الجامعة وللبنان السيد الحر المستقل.
مصادر "التيار الوطني الحر" اكدت ل" ايست نيوز" أن كلمة رئيس "التيار" جبران باسيل المرتقبة في الذكرى ستحمل معها رسائل في اتجاهات متنوعة، كما أنها ستتضمن طرحاً لحلول مرتبطة بأزمة القانون الإنتخابي، وستعبّر عن المطالب العميقة للشعب اللبناني بعد كل الأزمات السياسية والمالية التي حلّت به.