إيست نيوز - ترجمة باسم اسماعيل
كتب جيريمي بن عامي، رئيس منظمة "جي ستريت" المؤيدة لإسرائيل والداعية للسلام والديمقراطية:
قبل خمسة وعشرين عاماً وأثناء إقامتي في إسرائيل ودراستي للغة العبرية، صادقتُ زميلاً لي في الدراسة اسمه عابد وهو طبيب عيون من مدينة غزة. دعاني إلى منزل عائلته لتناول العشاء في إحدى عطلات نهاية الأسبوع، كان الحديث متقطعاً بسبب اللغة لكن الرسالة التي نقلتها لجميع من قابلتهم كانت الرغبة في أن يعيشوا حياة طبيعية وأن يؤسسوا عائلات ويعملوا ويتعايشوا. على مر السنين سمعنا أنا وأصدقائي وزملائي قصصاً مشابهة من فلسطينيين في غزة (معلمين وأطباء ورجال أعمال) يتذكروا الأيام التي كان فيها ترابط بين غزة والمجتمعات الإسرائيلية الحدودية، عندما كانت الروابط الإنسانية الصغيرة والحقيقية "ممكنة".
ولكن ما يصعب استيعابه في هذه اللحظة هو أنه وبعد مرور عامين لا تزال الحرب مستمرة؛ رهائن لا يزالون في الأسر، غزة في حالة خراب، متطرفون من كلا الجانبين في صعود .. هذه اللحظة تستدعي أكثر من الانتقام والحرب، إنها تستدعي الرؤية والشجاعة.
ولهذا السبب فإن الاقتراح الذي طرحه دونالد ترمب الأسبوع الماضي يستحق التدقيق والأمل، فالخطوط العريضة (وقف إطلاق النار على مراحل، والإدارة الدولية لغزة، والاعتراف العربي بإسرائيل المرتبط بالتقدم نحو الحكم الذاتي الفلسطيني وفي نهاية المطاف إقامة دولة) تعكس المبادئ التي يجب أن تكون جزء من أي خطة سلام قابلة للتطبيق.
ستبذل كل من حماس واليمين الإسرائيلي المتطرف كل ما في وسعهما لنسف الاقتراح، ولكن بالأساس فإن حقيقة ظهور خطة يعطي سبباً للأمل، ولا ينبغي رفض رغبة ترمب الشخصية في لعب دور صانع السلام بل يجب تشجيعها لأن السلام ليس فكرة ساذجة بل هو المسار العملي الوحيد الدائم لتحقيق الأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. البديل هو حرب لا نهاية لها تقضي على مستقبل الجيل القادم لدى الجميع.