أفاد مسؤول مصري رفيع، مطّلع على سير المفاوضات في شرم الشيخ، لصحيفة «الأخبار» بأن عدداً من النقاط العالقة قد تمّ تجاوزه، ولا سيّما ما يتعلق بقائمة الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حركة "حماس" بالإفراج عنهم. ووفق المصدر، تمّ التوافق على غالبية الأسماء، فيما لا تزال بعض الأسماء الحسّاسة قيد التفاوض، في ظل اتصالات إسرائيلية مكثفة للحصول على صلاحيات أوسع بشأنها.
وأشار المصدر إلى أن الوفد الأميركي، الذي حضر إلى شرم الشيخ قبل وصول كل من ويتكوف وكوشنر، ركّز جهوده على ملف تبادل الأسرى باعتباره البند الأكثر قابلية للحسم في المدى القصير. وأوضح أن التوصّل إلى اتفاق في هذا الملف قد يفتح الطريق أمام معالجة بقية القضايا العالقة.
على الجانب الإسرائيلي، نقلت قناة «كان» العبرية عن مصادر مطّلعة أن هناك "اقتراباً من تحقيق اختراق" في مسار المفاوضات، فيما أشارت تقديرات قنوات إسرائيلية أخرى إلى إمكانية التوصّل إلى اتفاق خلال 24 إلى 36 ساعة. وبحسب «القناة 12»، فإن الأطراف كافة تمارس ضغوطًا متبادلة في اللحظات الأخيرة لتحسين شروطها في الاتفاق.
وفي تفاصيل الصفقة المرتقبة، أفاد مصدر إسرائيلي لـ«القناة 12» أن حماس ستُفرج عن 20 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، بعد أن تُقدّم الحركة معلومات موثوقة تؤكّد هوية جميع الأسرى لديها. كما تشمل التفاهمات الأولية انسحاباً إسرائيلياً جزئياً من قطاع غزة، ضمن ما يُعرف بـ«خطة ترامب»، مع احتمال حصول انسحاب إضافي محدود. وستبقى إسرائيل متمركزة عند «الخط الأصفر» الذي يحدّد حدود المنطقة العازلة، فيما يُبحث نزع سلاح «حماس» في مرحلة لاحقة.
وفي السياق ذاته، كشفت «القناة 14» أن الصفقة "شبه منجزة" وتنتظر التوقيع خلال يومين. وفي تل أبيب، أعدّ مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالتنسيق مع المستشارة القضائية، مسوّدة لقرار حكومي حول الصفقة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء. وأكدت التقارير أن "الملحق الخاص بالأسماء لا يزال قيد النقاش"، في ظل تعهّد نتنياهو لحليفيه إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بعدم إدراج اسمي مروان البرغوثي وأحمد سعدات في الصفقة.
في المقابل، عبّرت القاهرة عن انزعاجها الشديد من تدخّلات بعض أطراف السلطة الفلسطينية في المفاوضات، لا سيما محاولاتهم التأثير على قائمة الأسماء بالتنسيق مع واشنطن وتل أبيب، بهدف استبعاد القيادي الأسير مروان البرغوثي. وبحسب المصادر، أبلغت مصر الوفد الفلسطيني بضرورة التمسّك بالأسماء البارزة، وعلى رأسها البرغوثي. ولفتت المعلومات إلى أن زوجة البرغوثي قامت بزيارات متكرّرة إلى القاهرة، والتقت ممثلين عن الفصائل في عدة عواصم عربية، تحسّباً لضغوط من شخصيات محسوبة على السلطة تهدف إلى استبعاده.
ورغم التقدّم المحرز، لا تزال العقبة الأبرز متمثّلة في مسألة الانسحاب الإسرائيلي وضمانات التنفيذ من الأطراف الدولية. وفي هذا الإطار، أكّد الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، زياد النخالة، أن المقاومة "تخوض معركة تفاوضية شرسة، لكنها منفتحة على بعض البنود القابلة للتعامل الإيجابي"، خصوصاً في ما يتعلق بتبادل الأسرى. وشدّد على أن "الشعب الفلسطيني لن يخضع لإملاءات العدو، بل سيواصل نضاله لاسترداد حقوقه المشروعة".