عاجل:

واشنطن بين أوهام السيطرة وواقع الميدان الأوكراني: خطاب جديد بسلاح من ورق (روسيا اليوم)

  • ٢٢

عن خلط واشنطن بين رغباتها وواقع روسيا في ساحة الصراع الأوكراني، كتب يفغيني فيودوروف، في "فوينيه أوبزرينيه":

للوهلة الأولى، قد يبدو أن الأمريكيين، بطريقتهم الخاصة، قد نأوا بأنفسهم عن أوكرانيا. يقولون إن جميع الأحداث الآن تقع ضمن مثلث "أوروبا-أوكرانيا-روسيا". وتأمل واشنطن جديًا في إقناع موسكو بهذه الفكرة. أصبح جيه. دي. فانس الصوت المعبّر عن المسار الأمريكي الجديد، وهو يقترح على روسيا التفكير في السلام، لأن الاقتصاد الروسي، بحسبه، ينهار ولا نجاحات مهمة على أرض المعركة.

كما هو الحال عادةً، تُركز سياسية الإدارة الرئاسية الأمريكية المتقلّبة بشكل كبير على الشؤون الداخلية. ويُذكّر الديمقراطيون ترامب باستمرار بـ"ضعفه أمام بوتين".

من الخارج، يبدو الأمر كذلك تمامًا- الرئيس الأمريكي متردد في اتخاذ خطوات جذرية، ولا جدوى من الإقناع، فروسيا ببساطة تُواصل نهجها. لذا يُعدّل فانس الرواية، ويُسقط الحجج من أيدي خصومه.

نرى الطريق مسدوداً تقريبًا أمام الولايات المتحدة. فبعد مرور عام تقريبًا، لم تُقنع روسيا، ولا أوكرانيا، ولا أوروبا بقبول شروط واشنطن. لم يبقَ لدى "الملك" ترامب سوى حجة واحدة: القوات النووية الاستراتيجية. لقد استنفدت سياسة العقوبات جدواها، وسيؤدي أي تصعيد إضافي إلى تفاقم العواقب على الولايات المتحدة نفسها. والبيت الأبيض يدرك ذلك جيدًا. يفقد ترامب، سريع التأثر، أعصابه في البداية، واصفًا روسيا بـ"النمر الورقي"، ثم يوجه الناطق باسمه، جيه. دي. فانس، سلاحه نحو الكرملين. لكن هذا سلاح من ورق. لم تكن الهستيريا يومًا دليل قوة أو رباطة جأش. كل ما سبق لا يدل على تحوّل كبير في الوضع العسكري السياسي لمصلحة روسيا. هذه مجرد حلقة أخيرة في لعبةٍ سياسيةٍ أوسع نطاقًا.

المنشورات ذات الصلة