عاجل:

سبع حروب أم سبع روايات؟ ترمب يروّج لنفسه كصانع سلام.. لكن الوقائع تقول غير ذلك!

  • ٣٧

يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب تكرار تصريحاته المدوية بأنه أنهى "سبع حروب لا تنتهي"، وهو ما اعتبره إنجازًا تاريخيًا يؤهله لنيل جائزة نوبل للسلام، كما قال في عدة مقابلات، بينها ظهوره الأخير على شبكة "فوكس نيوز"، وفي خطاب شهير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2025.

لكن ما مدى صحة هذا الادعاء؟ وهل فعلاً تمكّن ترمب من إيقاف نزاعات دامت لعقود كما يروّج، أم أن الأمر مبالغة سياسية هدفها تسويق الذات في موسم سياسي ساخن؟

 سبع نزاعات.. رواية ترمب تحت المجهر

الرئيس الأميركي أدرج سبعة نزاعات في قائمته لما أسماه "حروب لا تنتهي"، زاعمًا أنه نجح في وضع حد لها، وهي:

1-إسرائيل وإيران

2-الهند وباكستان

3-أرمينيا وأذربيجان

4-الكونغو ورواندا

5-كمبوديا وتايلند

6-مصر وإثيوبيا

7-صربيا وكوسوفو

لكن مراجعة لكل ملف على حدة تكشف أن الصورة ليست كما يسوّق لها ترمب.

1-"إسرائيل" وإيران: هدنة هشة.. لا سلام دائم

اندلع نزاع دام 12 يومًا بين "إسرائيل" وإيران في يونيو/حزيران 2025، بعد هجوم إسرائيلي على منشآت نووية.

تدخل ترمب عسكريًا، مما ساهم في فرض وقف لإطلاق النار.

لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام دائم، والملف النووي لا يزال مفتوحًا، مما يجعل الهدنة قابلة للانفجار في أي لحظة.


2- الهند وباكستان: دور غير محسوم

شهدت كشمير معارك طاحنة في مايو/أيار 2025.

ترمب أعلن التوسط لوقف النار، لكن الهند نفت أي وساطة أميركية، في حين شكرت باكستان ترامب على "الدعم المعنوي".

الهدنة تحققت، لكن دور ترمب محل جدل.

3- أرمينيا وأذربيجان: اتفاق نوايا.. لا اتفاق سلام

استضاف ترمب قادة البلدين في واشنطن لتوقيع إعلان نوايا، لكن لم يُصدّق عليه حتى الآن.

الخلافات الحدودية والدستورية لا تزال قائمة، ما يجعل الادعاء بـ"إنهاء الحرب" سابقًا لأوانه.

4- الكونغو ورواندا: اتفاق ناقص

وقع البلدان اتفاقًا في واشنطن، لكن جماعة M23 المسلحة لم تشارك في المفاوضات، ورفضت الالتزام بالاتفاق.

القتال مستمر في بعض المناطق، ما يجعل الاتفاق مجرد إطار سياسي لم يُفعّل فعليًا.

5- كمبوديا وتايلند: ضغط اقتصادي.. لا حل دائم

اندلعت اشتباكات حدودية وسقط قتلى في يوليو 2025.

ترمب هدد بوقف مفاوضات تجارية، ما أدى إلى هدنة مؤقتة.

لكن النزاع الحدودي لا يزال قائماً، والتوترات مستمرة، ما يجعل الحديث عن إنهاء "حرب" مبالغًا فيه.

7- مصر وإثيوبيا: نزاع بلا حرب

النزاع حول سد النهضة لم يصل إلى مرحلة الحرب، بل ظل في الإطار الدبلوماسي.

ترمب حاول التوسط، ثم أعلن لاحقًا "إنهاء النزاع"، رغم أن المفاوضات ما زالت متعثرة، ولا اتفاق سلام فعلي.

7- صربيا وكوسوفو: لا حرب، ولا دور جديد

لم تقع حرب خلال ولاية ترمب الثانية.

الاتفاق الاقتصادي بين الطرفين في 2020 لم يكن اتفاق سلام، ولا توجد مبادرة جديدة في 2025 تُنسب لترمب.

إدراج هذا النزاع يبدو محاولة دعائية لا أكثر.

 الخلاصة: سلام جزئي.. وأجندة انتخابية

تحليل مجمل هذه النزاعات يُظهر أن:

-بعض وقف إطلاق النار تحقق فعلاً خلال فترة ترامب.

-في أغلب الحالات، كانت الهدنات هشّة، أو حدثت بتدخلات متعددة، وليست نتيجة حصرية لترامب.

-بعض النزاعات لم تكن حروبًا فعلية أصلًا، كما في حالتي مصر/إثيوبيا، وصربيا/كوسوفو.

-لا توجد اتفاقيات سلام شاملة أو دائمة حتى الآن لأي من النزاعات المذكورة.

 "السلامي الأكبر" أم طامح لجائزة نوبل؟

تصريحات ترمب تأتي في سياق حملته لنيل جائزة نوبل للسلام، وصناعة صورة الزعيم الحاسم مقابل بيروقراطية الأمم المتحدة، التي انتقدها مرارًا باعتبارها "تكتب رسائل قوية لكنها لا تفعل شيئًا".

لكن، ما بين الواقع الميداني والادعاءات السياسية، تبقى إنجازات ترمب في ملفات النزاع جزئية وغير مكتملة، وأبعد ما تكون عن وصفه بأنه "الرئيس الذي أوقف 7 حروب لا تنتهي".

المنشورات ذات الصلة