في أول زيارة من نوعها منذ سقوط النظام السوري السابق، يصل وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني إلى بيروت اليوم، في خطوة وُصفت بالمفصلية لإعادة فتح قنوات التواصل الرسمية بين بيروت ودمشق، ورفع مستوى التنسيق في الملفات العالقة.
وسيلتقي الشيباني عددًا من كبار المسؤولين اللبنانيين، في مقدمتهم رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، لبحث ملفات حساسة تتعلق بالعلاقات الثنائية، أبرزها ملف النزوح السوري، ترسيم الحدود، السجون، التعاون الأمني، وخطوات تطبيع العلاقات الدبلوماسية.
وبحسب مصادر مطلعة نقلتها صحيفة "الديار"، لعبت المملكة العربية السعودية دورًا جوهريًا في إنجاز الزيارة في هذا التوقيت، ضمن مسار إقليمي أوسع يهدف إلى إعادة ترتيب المشهد في المشرق العربي، في ظل حالة من التوتر الأمني المتصاعد في أكثر من ساحة.
الزيارة تتزامن مع تقارير استخباراتية ودبلوماسية غربية تتحدث عن اتفاق بروتوكولي غير معلن بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع والمبعوث الأميركي الخاص بالملف السوري توماس باراك، بالتوازي مع مفاوضات شرم الشيخ المرتبطة بالحرب في غزة. وتُشير هذه التسريبات إلى أن المنطقة، وخصوصًا العراق وسوريا ولبنان، تقف على مشارف تصعيد عسكري محتمل، قد يشمل أيضًا توتراً مباشراً مع إيران.
وتتحدث الأوساط نفسها عن احتمال تكليف مجموعات سورية بالتحرش بحزب الله على الحدود السورية-اللبنانية، وهي معطيات يفترض أن تكون مطروحة في لقاءات الشيباني في بيروت، حيث يُنتظر أن يقدم الأخير ضمانات بعدم صحة هذه المعلومات، في محاولة لتهدئة المخاوف اللبنانية من انزلاق الأوضاع إلى صدام جديد.
ورغم عدم توقّع تحقيق اختراقات سريعة أو حلول شاملة، إلا أن الزيارة تُعد بمثابة رفع لسقف التنسيق بين البلدين، تمهيدًا لبدء تفكيك الملفات العالقة ضمن مناخ سياسي إقليمي معقّد، يتطلب ترجمة عملية للتفاهمات الأولية.