ذكرت مصادر سياسية مواكبة للحركة الدبلوماسية الأميركية والأوروبية تجاه لبنان لصحيفة "البناء" أنّه لا توجد رسائل مباشرة من واشنطن أو العواصم الغربية أو العربية تفيد بوقوع حرب إسرائيلية وشيكة وواسعة على لبنان. ومع ذلك، حذّرت المصادر من أنه لا يمكن لأحد أن يضمن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بعد انتهاء المعركة في قطاع غزة، لن يلجأ إلى «مغامرات» في ساحات متعددة — بينها الساحة اللبنانية — كوسيلة للتعويض عن إخفاقات تحقيق أهدافه في ما وصفته المصادر بـ«حرب الإبادة» التي استمرت سنتين.
وقالت المصادر إن ثمة غموضًا يكتنف ما يُسمّى «مشروع السلام» الذي يتحدث عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإن من غير الواضح ما إذا كان هذا المشروع سيعتمد منطق «سلام القوة» و«الضغط العسكري» الذي تبناه نتنياهو في مؤلفه. وأشارت إلى أن التجربة الغزّاوية، التي ابتدأت بسياسات الحصار والتجويع والعمليات العسكرية المكثفة، أفرزت نتائج في كسر قدرة المقاومة الفلسطينية بحسب وجهة نظر بعض صانعي القرار، وقد تُستخدم كأنموذج في ساحات أخرى إذا اعتُمدت نفس المعادلات.
وأضافت المصادر أن «إسرائيل» لن تخوض حربًا واسعة على لبنان أو إيران من دون تنسيق وثيق مع الولايات المتحدة الأميركية، التي توفر لها دعماً عسكرياً ومالياً واستخبارياً وتكنولوجيا متقدمة، ما مكّنها، بحسب المصادر، من تحقيق ما اعتبرته إنجازات خلال العامين الماضيين في لبنان وغزة وسورية.
وفي ضوء هذه المعطيات، دعت المصادر إلى أن يضع لبنان نفسه في حالة استعداد لكافة الاحتمالات، بما في ذلك تصعيد إسرائيلي يستهدف مناطق متعددة داخل الأراضي اللبنانية، لا سيما الجنوب والبقاع وضاحية بيروت. وأضافت أن السيناريوات المتداولة تشمل أيضاً تنفيذ أعمال أمنية مثل تفجيرات واغتيالات تستهدف قيادات أو بنى تحتية، كجزء من مخططات أوسع تهدف إلى استنزاف قدرات قوى المقاومة وخلق وقائع جديدة على الأرض.
وختمت المصادر بالقول إن المرحلة المقبلة حساسة للغاية، وتتطلب من الأطراف اللبنانية الحكومية والسيادية والأمنية قراءةً دقيقة للمخاطر، وتنسيقاً داخلياً لدرء أسوأ السيناريوات، إلى جانب مواصلة التواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لاحتواء أي توتر محتمل.