عاجل:

هل ينكمش الكون بعد تمدده؟ علماء يتوقعون "الانسحاق العظيم"

  • ٦

في كشف علمي مثير قد يغير فهمنا لمصير الكون، تشير دراسة جديدة إلى أن كوننا لن يستمر في التوسع إلى الأبد كما كان يُعتقد، بل قد ينهار على نفسه بفعل جاذبيته الخاصة خلال نحو 20 مليار سنة، في ظاهرة كونية محتملة تعرف بـ"الانسحاق العظيم".

الدراسة، التي نُشرت في مجلة Journal of Cosmology and Astroparticle Physics، وضعها فريق بحث دولي يضم علماء من إسبانيا والصين والولايات المتحدة. وبحسب حساباتهم، فإن العمر الإجمالي للكون سيبلغ حوالي 33.3 مليار سنة، أي أن ما تبقى من "حياة الكون" هو نحو 19.5 مليار سنة فقط، بعد أن بلغ عمره الحالي 13.8 مليار سنة.

يقترح العلماء أن الكون سيمر بثلاث مراحل رئيسية:

مرحلة التمدد المستمر: تستمر حوالي 11 مليار سنة، يتمدد فيها الكون ليصبح بحجم 1.7 مرة من حجمه الحالي.

مرحلة التباطؤ والتوقف: يصل التمدد إلى نقطة حرجة ويتوقف.

مرحلة الانكماش السريع: تبدأ عملية انهيار الكون تدريجيًا وتنتهي بـ"الانسحاق العظيم" خلال 8 مليار سنة.

من أبرز ما توصلت إليه الدراسة أن الثابت الكوني (λ)، الذي أدخله أينشتاين في نظريته النسبية، قد لا يكون كما اعتُقد موجبًا، بل سالبًا. ما يعني أن ما يُعرف بـالطاقة المظلمة والتي يُعتقد أنها مسؤولة عن تسارع توسع الكون قد تتحول في المستقبل إلى قوة جاذبة بدلاً من أن تكون دافعة.

البروفيسور هنري تاي من جامعة كورنيل يوضح ذلك قائلًا: "كنا نعتقد طوال العشرين عامًا الماضية أن الكون سيتوسع إلى الأبد. لكن تشير البيانات الحديثة إلى أن الثابت الكوني ربما يكون سالبًا، وهذا يغير كل شيء".

تستند هذه النظرية أيضًا إلى فرضية وجود جسيمات فائقة الخفة تُعرف بـ"الأكسيونات"، والتي يُعتقد أنها تتصرف مثل الطاقة المظلمة. ولفهم آلية انهيار الكون، يُشبّه العلماء الوضع براكب دراجة يصعد منحدرًا بمساعدة رياح خلفية: تدفعه الرياح أولًا بقوة (مرحلة التوسع)، ثم تضعف تدريجيًا حتى يتوقف، قبل أن يبدأ بالانحدار (الانكماش).

يشدد الباحثون على أن هذه النظرية ما تزال ضمن الفرضيات، إذ أن الطبيعة الدقيقة للطاقة المظلمة لا تزال لغزًا كبيرًا في علم الكون. وهناك احتمال لوجود عوامل أخرى لم تُكتشف بعد قد تؤثر على مستقبل الكون.

ومع ذلك، يرى الفريق أن هذه النتائج تُعد خطوة علمية كبيرة في طريق الإجابة عن السؤال الأقدم: كيف سينتهي كل شيء؟

واختتم البروفيسور تاي بقوله: "معرفة كيف سينتهي الكون لا تقل أهمية عن فهم بدايته، فالأمر يعكس رؤيتنا لمصيرنا الكوني ككل".

المنشورات ذات الصلة