عاجل:

الخطيب أمل ان تغيب عن الحكومة سياسة الانتقام والمناكفة

  • ٣٢

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار، وألقى خطبة الجمعة التي قال فيها: 

ان من المؤسف ان تخضع امتنا للمنطق الذي يروج له اعداؤها، قائلا ان المعركة مع الغرب ليست معركة دينية.. نعم هي ليست معركة مع المسيحية، وهي لم تكن ابدا مع المسيحية، وإن حاول الغرب في حروب الفرنجة ان يوحي بذلك، ولكنها معركة ضد الاسلام منذ ان بدأها الغرب مع العالم الإسلامي، وهو لم يخف ذلك ثقافيا ودينيا، واستطاع ان يسيطر على العالم الإسلامي، واستمر في ذلك مدركا ومصرحا بأن بقاء هذه السيطرة مرهون بالقضاء على الاسلام ثقافة وفكرا. والتضليل الذي يمارسه عبر البعض بأن حربه ليست دينية، غايتها الا يتنبه المسلمون الى السلاح الذي يخاف الغرب ان يمتشقه المسلمون في مواجهتهم، لإدراكهم انه لن يكتب لهم الإبقاء على سيطرتهم على بلادنا ان عاد المسلمون وغير المسلمين الى وعي هذه الحقيقة، لأن عداء الغرب للإيمان بشكل عام، وخصوصا للإسلام كما المسيحية التي حبسوها في كنائس الغرب واخرجوها من الحياة. 

ولقد سببت المقاومةُ التي تتبنى الاسلام ايديولوجية ومنطلقا شعورا مخيفا للغرب، ولذلك استنفرت كل طاقاتها للقضاء عليها في المهد، وفتحت عليها كل نيران اسلحتها الفتاكة، ولم تبق وسيلة الا استخدمتها في هذه المعركة التي اعتبرتها مصيرية لها، خصوصا بعد تسجيل المقاومة انتصارات غير معهودة في التاريخ المعاصر. ولهذا حاول مباشرة وعبر عملائه الترويج لمقولة كاذبة ان المقاومة قد انهزمت في المعركة الاخيرة التي اعقبت طوفان الأقصى، وحاولت بشتى الوسائل ان تقنع جمهور المقاومة الفلسطينية في لبنان وجمهور الفلسطينيين والعرب والمسلمين بها، لتحاول بذلك اقناعهم بألا فائدة من مقاومة الغرب، وانه قوة غير قابلة للهزيمة بعدما كسرت هذه السردية في جنوب لبنان وغزة على طول المواجهات السابقة، واثبتت فيها المقاومة حضورها، على الرغم من محاصرتها عسكريا واقتصاديا واعلاميا من دون جدوى. 

لقد دفعت المقاومة في لبنان وغزة والجمهورية الاسلامية الايرانية واليمن ثمنا كبيرا، بعضها لاسباب شبيهة بحنين، ولكنها لم تنهزم. فالمقاومة في لبنان مازال العدو يحسب لها الف حساب، وجمهورها اكثر التفافا حولها، بينما العدو وعملاؤه يخسرون يوما بعد يوم ما ظنوا انهم قد كسبوه.. وفي الجمهورية الاسلامية لقنوا العدو درسا بدكهم معاقله في فلسطين المحتلة وعلم باليقين انها لن تحميه، وهو وان كان يرعد ويزبد فانما بقوة الغرب بعد ان تيقن انه عاجز عن الدفاع عن نفسه، وهو يحاول بهذه التهديدات الفارغة ان يحمي نفسه من المصير المحتوم الذي أيقن انه لا محالة قادم وان هذه المعركة معه لن تكون آخر الجولات. 

أما في غزة فقد افشلت المقاومة كما في لبنان والجمهورية الاسلامية اهداف اجرامه رغم هول ما ارتكبه في حق المدنيين، فلم يسترجع أسراه الا بالمفاوضات، كما حدث مع المقاومة في عدوان الفين وستة ، وهذا كان اهم علامات فشله. والان في غزة مرة اخرى ثانيا اضطراره ان يفاوض قوى المقاومة وان يعترف عمليا بها وان يقبل بالانسحاب من غزة، والأهم من ذلك بقاء اهل غزة الأباة رغم مجازر القتل والابادة ، وهو بذلك يخسر المعركة التي انقذه منها الرئيس الأمريكي، ولم يكن ما سماه بمبادرة السلام في غزة الا مخرجا لنفسه ولصديقه وللغرب. 

نحن نعلم ان المعركة لم تنته، ولكنها محطة من محطات النزال اثبتت فيها المقاومة وجمهورها بأسها وثباتها وثبتت لدى جمهور العرب والمسلمين مصداقيتها. 

لقد حاول الغرب وعملاؤه ان يمحو بهذه المعركة الخزي الذي تجرعوه بطوفان الأقصى، ولكنهم باؤوا بالفشل الذريع وبالفضيحة امام شعوب العالم التي انتفضت للحق الفلسطيني في العالم وفي عقر دار الغرب، ولطخت مجازر الإبادة العار وجوههم وانكشفت الاقنعة عن زيف شعاراتهم حول حقوق الانسان والديمقراطية، والاتي على الصعيد الداخلي في فلسطين اعظم ان شاء الله. 

لذلك تستحق المقاومة وجمهورها التبريك واجمل التحايا.. واقول للذين حملوا سيف العدو ليكملوا ما عجز عن إنجازه: عودوا الى صوابكم، فانتم ترون مصير مراهناتكم الخاسرة لتشعروا بمر الفشل والإحباط التي يشعر بها اعداء لبنان، فيا له من شعور يغمر قلوبنا بدل الشعور بالاحباط والخجل، فلكم المحل في قلوبنا، وتنزعون عنا الاسف ان تكونوا في هذا المحل. 

كما نأمل ان تغيب عن الحكومة سياسة الانتقام والمناكفة، وان يضع الجميع اليد باليد ويتعاونوا على اخراج البلد من واقعه المزري، وان نرى الحكومة قد حققت انجازا داخليا وفرقا، اولا على صعيد العمل الجدي لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان وتحرير ما احتله من الارض بعدما تحملتم مسؤولية تطبيق اتفاق ١٧٠١ ، واعادة البناء وتحرير الاسرى وانجاز الاصلاحات حتى يشعر المواطنون بوجودكم، وانكم تتحملون المسؤولية بجدارة وليس بالامور السلبية.

المنشورات ذات الصلة