نجحت حكومة نتنياهو في تحقيق ما كان يبدو مستحيلاً حتى وقت قريب: الإفراج عن جميع الرهائن الأحياء وبعض جثث الرهائن المقتولين دون انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة.
من ناحية أخرى نجحت حماس في وقف القتال وربما حصلت على ضمانات دولية بعدم مهاجمة القطاع مرة أخرى، وستتلقى أيضاً مساعدات دولية وتتمكن من تعزيز سيطرتها على الأراضي بما في ذلك سلطتها الحاكمة. لقد حصلت حماس قبل كل شيء على اعتراف دولي لم تحظ به من قبل، وعلى انتصارات دبلوماسية ملموسة في جميع أنحاء العالم مثل زيادة العزلة الدولية لإسرائيل وتجديد الاعتراف بالقضية الفلسطينية.
يبدو أن التغيير الكبير في الموقف الأميركي (قرار ترمب بإجبار نتنياهو على وقف الحرب) جاء نتيجة لهجوم إسرائيل على الدوحة. ويبدو أن ذلك قد دق ناقوس الخطر لدى بعض أعضاء الفريق الأميركي الذين يرون قطر حليفاً وليس مجرد راعي لجماعة الإخوان المسلمين وقناة الجزيرة وحماس. لذلك جاء الضغط الشديد من واشنطن وخطة سلام لم يكن من المرجح أن تنفذ بالكامل.
ومن هنا يمكننا أن نبدأ في الحديث عما لن تحصل عليه إسرائيل: حماس ليست مستعدة لنزع سلاحها الآن أو في المستقبل القريب، ولن يتم تدميرها أو القضاء عليها، وسيظل النصر الساحق الذي وعد به نتنياهو شعاراً فارغاً. كما ترفض المنظمة قبول وجود هيئة حاكمة خارجية غير فلسطينية. وبالمقابل لن تحصل حماس على السيطرة على القطاع بأكمله ولا على جميع السجناء البارزين الذين طالبت بالإفراج عنهم.
يمكن لكل من إسرائيل وحماس أن تدعي الفوز في الاتفاق الجديد، حيث حققت كل منهما مكاسب كبيرة ولكن دون أن تحقق أهدافها.