بدت معالم الانفتاح السوري تجاه لبنان واضحة قبل وصول وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى بيروت، حيث بادرت دمشق عبر سفارتها في لبنان إلى إبلاغ وزارة الخارجية اللبنانية قرارها تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني – السوري، وحصر جميع المراسلات بين البلدين بالقنوات الدبلوماسية الرسمية. خطوة وصفتها أوساط متابعة بأنها "أول غيث" زيارة رسم لها مسار جديد من التفاهمات والانفتاح.
وشكّلت هذه الزيارة، التي تُعد الأولى من نوعها منذ تغيّر المشهد السياسي في سوريا، فرصة لإعادة تفعيل العلاقات الثنائية وفق قواعد جديدة تقوم على احترام السيادة والتواصل المؤسسي بين البلدين.
ووفق ما ذكرته صحيفة "النهار"، تقدّمت محادثات الشيباني في بيروت ملفات حساسة، أبرزها قضية السجناء والموقوفين، وضبط وترسيم الحدود البرية، إلى جانب إعادة تفعيل القنوات الدبلوماسية بين بيروت ودمشق. كما ركّز الوزير السوري بشكل خاص على ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي، في ظل الحديث المتصاعد عن فرص استثمارية محتملة في سوريا خلال مرحلة ما بعد العقوبات وإعادة الإعمار.
الزيارة، وإن حملت طابعاً رسمياً بروتوكولياً، إلا أنها عكست بوضوح رغبة "سوريا الجديدة" في إعادة ترتيب علاقاتها الإقليمية، وخصوصًا مع لبنان، على قاعدة المصالح المشتركة والتنسيق المستمر عبر القنوات الدبلوماسية.