بدأ قطار خطة التسوية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساره من غزة، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، ومصادقة الحكومة الإسرائيلية على خطة الإفراج عن الأسرى وإنهاء الحرب. ومن المرتقب أن يصل ترامب إلى المنطقة خلال ساعات ليحصد نتائج خطته، وسط دعم عربي ودولي واسع، وتوقّعات بتمدد مناخ التهدئة إلى ساحات توتر أخرى، وعلى رأسها لبنان.
وبحسب دبلوماسيين ومصادر مطلعة لجريدة "الجمهورية"، تُعدّ لبنان المحطة التالية في مسار التسوية، مع ترجيحات بتفعيل الاتفاق القائم منذ تشرين الثاني الماضي، والذي التزم به لبنان من طرف واحد، في وقت تتوالى الدعوات الدولية إلى ضبط التصعيد في الجنوب، وتوسيع مهام الجيش اللبناني في منطقة ما بعد الليطاني، مع تأكيدات أوروبية على ضرورة تطوير القرار 1701.
رغم هذه المؤشرات، تبقى الشكوك حاضرة حول مدى التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، لا سيما في مراحله التالية، وسط تحذيرات من محاولات إسرائيلية لتفريغ الاتفاق من مضمونه، والتركيز فقط على استعادة الأسرى دون تقديم تنازلات حقيقية.
وفي تقييم أولي، يُعتبر ترمب الرابح الوحيد من هذه التسوية، فيما تتكبد غزة خسائر بشرية ومادية جسيمة. أما إسرائيل، فعلى الرغم من أنها لم تحقق أهداف الحرب بعد عامين من العدوان، فإنها تسعى لتسويق التسوية كـ"نصر سياسي"، وسط حالة سياسية داخلية مضطربة قد تطيح بحكومة نتنياهو لاحقاً.
لبنانياً، أعلنت المديرية العامة للأمن العام عن تفكيك شبكة مرتبطة بالموساد الإسرائيلي كانت تُعدّ لعمليات تفجير واغتيال في الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى. وقد أقرّ أحد الموقوفين بضلوع الشبكة في عمليات اغتيال سابقة استهدفت مسؤولين في الجماعة الإسلامية، في تطور أمني وصف بأنه بالغ الخطورة، ويؤكد استمرار محاولات إسرائيل زعزعة أمن لبنان واستهداف بيئة المقاومة.
داخلياً، شهدت بيروت زيارة وفد وزاري سوري ضمّ وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير العدل مظهر الويس، حيث تم بحث ملفات اللاجئين، وضبط الحدود، ومصير الموقوفين والمفقودين. كما تبلّغت الخارجية اللبنانية قرار دمشق تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني - السوري وحصر التواصل بالطرق الدبلوماسية.
وفي لفتة إنسانية مؤثرة، زار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والسيدة الأولى الجريحة أماني شرارة، التي فقدت عائلتها في غارة إسرائيلية على بنت جبيل، مؤكدَين التضامن الكامل معها، والأمل بشفاء ابنتها الناجية.