استحوذ حدثان بارزان على المشهد السياسي والإقليمي في الساعات الأخيرة، الأول يتعلّق بالتطورات المرافقة لوقف الحرب على غزة، والثاني بزيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بيروت، في محاولة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، حسب ما ذكرت جريدة "الأنباء الإلكترونية".
على الصعيد الإقليمي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الثاني، وسط استمرار الاحتفالات الشعبية داخل القطاع رغم حالة الدمار الهائل، وفي ظل بقاء الاحتلال الإسرائيلي في حالة تأهّب، مع مؤشرات على بدء تفكيك بعض مواقعه العسكرية.
كل الأنظار تتجه إلى يوم الإثنين المقبل، حيث من المقرر تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بالإفراج عن 20 أسيراً إسرائيلياً أحياءً، إضافة إلى جثامين بعض القتلى، وفق ما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يُتوقّع أن يصل إلى تل أبيب خلال ساعات لإلقاء كلمة في الكنيست، قبل انتقاله إلى شرم الشيخ حيث سيُوقّع اتفاق السلام بين إسرائيل وحماس، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وممثلين عن الأطراف الراعية للاتفاق.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن ترامب ونتنياهو يسعيان لتثبيت هذا "الإنجاز التاريخي"، ورفض أي محاولة لـ"سرقته سياسياً"، خصوصاً بعد مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدعوة لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في باريس بالشراكة مع السعودية.
لكنّ المصادر نفسها حذّرت من تعقيدات محتملة في المرحلة الثانية من الاتفاق، المرتبطة بنزع سلاح "حماس" وإخراج المقاتلين من القطاع، معتبرة أنّ أي خلل في عملية تبادل الأسرى قد يعيد الحرب إلى الواجهة، وسط مخاوف من تكرار النموذج اللبناني في المماطلة الإسرائيلية، وهو ما عبّر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري بتحذيره من عدم التزام تل أبيب ببنود الاتفاق.
الشيباني في بيروت
في الداخل اللبناني، حطّ وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في بيروت على رأس وفد رسمي يضم وزير العدل مظهر الويس، في زيارة تهدف إلى إعادة تصويب العلاقات بين لبنان وسوريا ومعالجة الملفات العالقة بين البلدين.
الوفد السوري التقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ووزيري الخارجية والعدل، حيث تم التوافق على أهمية فتح صفحة جديدة من العلاقات تقوم على احترام السيادة المتبادلة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتفعيل التعاون في الملفات الحدودية والاقتصادية والأمنية.
وأبدى الشيباني استعداد بلاده لتصحيح ما وصفه بـ"أخطاء الماضي"، مشدداً على أنّ دمشق قررت حصر علاقاتها بالدولة اللبنانية كمؤسسة، وليس بالأفراد، ورفضت استقبال بعض النواب اللبنانيين الذين حاولوا زيارة دمشق مؤخراً.
جائزة نوبل "تُفلت" من ترمب
في سياق متصل، وعلى الرغم من أن دونالد ترامب كان يأمل أن يؤهّله "إنجاز غزة" للفوز بجائزة نوبل للسلام، إلا أن اللجنة المانحة أعلنت فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بالجائزة لهذا العام، في ما اعتُبر ضربة رمزية للرئيس الأميركي رغم مساعيه المتكررة لنيل الجائزة.