عاجل:

جعجع: كلّ انتخاباتٍ مفصلية والصوت في الصندوق ليس مجرد معروف اجتماعي

  • ٢٨

أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "كلّ انتخاباتٍ مفصلية، ولي طلبٌ واحدٌ منكم، إن التزمناه ربحنا المعركة كلّها: إقناع الناس بأنّ مصيرهم بأيديهم. هذه أكبر معضلةٍ نواجهها. يأتي إليّ مسؤولون يسألون: «ماذا ستفعل الدول الكبرى وما رأيها؟» فأقول: «وما شأنك بالدول الكبرى؟ قل لي أنت، ماذا ستفعل هنا، وما هو رأيك أنت؟». فكما يصوّت الناس في الصندوق، كذلك يكون مستقبلهم". وشدد على انه "يجب أن نُفهِم الناس هذه المعادلة: الصوت في الصندوق ليس مجرد معروف اجتماعي ولا ردّ جميلٍ أو خدمة، بل هو مستقبلُ أولادهم. مَن خدمك خدمةً، كافِئْه بسلة بيضٍ في اليوم التالي، لا بصوتك الانتخابي، فكل واحد منا يعطي على قدر استطاعته. من عزّاك عزِّه، من زارك رد له الزيارة، ولكن صوتك الإنتخابي ليس له، بل هو ملكٌ لأولادك وحقهم عليك ولمستقبل أفضل".

كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي لمنسقيّة جبيل، الذي أقيم في المقر العام للحزب في معراب، في حضور: النائب زياد حواط، رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس ونائبه بشير الياس، عدد من رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، المدبر العام في الرهبنة اللبنانية المارونية الأب طوني فخري، منسق منطقة جبيل في الحزب سافيو بركات، رئيس مصلحة الطلاب في الحزب عبدو عماد، رئيس مصلحة النقابات في الحزب طوني نون، السيدة ميشلين باسكال سليمان، المنسقين السابقين للحزب في المنطقة هادي مرهج وعبدو أبي خليل، السيد ميشال عيسى، الأستاذ امير المقداد، الدكتور جوزف خوري، وفاعليات اجتماعية واقتصادية وحزبيّة ورجال أعمال من منطقة جبيل.

وأوضح جعجع أنه "على المواطنين أن يخرجوا من هذه الأفكار الخاطئة، فإيّاكم أن تظنّوا أنّ الدول العظمى أقوى من اللبنانيين في لبنان. مصيرنا بأيدينا. فلا يجوز أن نشكو أربعة أعوام من الفساد وانقطاع الكهرباء وسوء حال الطرقات، ثم نعود لنصوّت لمن سبّبها. فالمجلس النيابي هو مركز القرار في الدولة، ينتخب رئيس الجمهوريّة، ويشكّل الحكومات، ويُسقطها. والتصويت لمرشّحين غير فاعلين أو للذين لا يقدّمون ولا يؤخّرون هو إضاعةٌ للأصوات. بل إنّ الأصوات غير المفيدة تضرّ أكثر من الأصوات الخاطئة، لأنها لأشخاص واعين للخطأ إلا أنهم يحرقون أصواتهم هدرًا".

وضرب مثلاً من الطب لتفسير الأصوات غير المفيدة قائلاً: "بعض الفيروسات لا تضرّ الجسم مباشرة، لكنها تحتلّ مستقبلات الخلايا، فتمنع الهرمونات من أداء دورها وتقيم محلَّها، فلا هي تفيد الخليّة ولا تدع غيرها يُفيدها فتموت الخلية. كذلك في السياسة: بعض الأصوات لا تؤذي مباشرة، لكنها تشغل موقعًا كان يمكن أن يشغله من يستطيع أن يُحدث فرقًا، فتشلّ الحياة السياسية".

وأكّد أن "ما يقوله ليس مردّه مسألة ربح نائب من هنا أو هناك، القضية ليست أن نزيد عدد نوابنا، بل أن نزيد قدرتنا على التأثير في القرار الوطني وبالتالي في مسار الأمور. لسنا طلابَ مناصب، فقد عشنا عقودًا بلا مناصب ولا وزارات ولا مقاعد، وواصلنا العمل نفسه بالإيمان نفسه. القضية هي خلاص الناس وبلدهم، والخلاص بأيديهم. صدقوني، مواطنٌ واحدٌ مع آخر، وعلى التوالي، يستطيعون معًا أن يُنقذوا لبنان. لسنا بحاجة إلى 128 نائبًا، بل إلى كتلةٍ متراصّةٍ من ثلاثين أو خمسةٍ وثلاثين نائبًا تغيّر المعادلة كلها. لأنّ كلّ نائبٍ إضافيٍّ لا يزيد علينا نقطة واحدة فقط وإنما خمس نقاط معاً لأننا بالإضافة نزداد قوةً وتأثيرًا".

وتوجّه إلى الحضور بالقول: "فلنكن عمليين. فرحتُنا بلقائنا اليوم مهمّة، لكن الأهمّ أن نُقنع الناس. فالسياسة لها قواعد: لا تصوّت لابن عمّك لأنه قريبك، ولا لابن منطقتك لأنه ابنها، بل لمن يمتلك الكفاءة والانتماء والرؤية. التصريحات لا تبني وطنًا، العمل هو الأساس. لكي تعمل، يجب أن تكون جزءًا من كتلةٍ قوية قادرة على الفعل، كما هو حال تكتل «الجمهورية القوية» الذي، وإن لم يستطع أن يفعل كلّ ما يريد، فإنه قادرٌ على منع ما لا يريد، وهذا بحدّ ذاته إنجاز".

أما بالنسبة للوضع العام فقد رأى أنه "لا شك أننا نعيش أحداثًا كبرى في منطقة الشرق الأوسط قد تُشكّل بدايةَ تحوّلٍ جذريٍّ فيها، وليس مجرد وقفٍ لإطلاق النار في غزة. ونحن في لبنان سنتأثر حتمًا بما يحدث في المنطقة، فلبنان ليس «سبع البورمبو»، ولا الولايات المتحدة، ولا الصين الشعبيّة، ولا روسيا، بل إنه بلدٌ يتأثر بمحيطه". وقال: "كنتُ أتمنى أن نُبادر نحن إلى القيام بما يجب القيام به، قبل أن تفرضه علينا تطورات الأحداث، وأن نُثبت وجودنا كدولة بإرادتنا لا بردّات الفعل".

وتابع: "بالرغم من كل شيء، أقول لكم بثقة: بعد خمسين سنةٍ من المعاناة والتضحيات والشهداء، وصلنا إلى شاطئ الأمان. صحيحٌ أننا لم نتوغّل بعد في برّ الأمان، لكننا بلغنا الشاطئ، وخرجنا من العواصف. وبقدر ما نعمل، نسرّع في دخولنا إلى البرّ الحقيقي وبناء لبنان الذي نحلم به. لا تظنّوا أن الأمر مستحيل، فالأمر بأيدينا نحن، كشعبٍ قبل أن يكون كـ«قوات»".

المنشورات ذات الصلة