أكد وزير الخارجية السوري، اسعد الشيباني، أن بلاده تعمل على معالجة آثار السياسة الخارجية السابقة التي اتسمت بما وصفه بـ«الدبلوماسية الابتزازية» التي اعتمدها نظام الأسد. وأشار إلى أن سوريا تمكنت من تحويل سياستها الخارجية إلى دبلوماسية منفتحة على الحوار والتعاون مع مختلف الدول.
وأوضح الشيباني أن بلاده تبني علاقات متينة مع الدول المستضيفة للسوريين بهدف تحسين أوضاعهم، مع التركيز على حماية سوريا من أي محاولات استقطاب أو استهداف للتحول الذي تشهده البلاد. وأضاف أن العمل الدبلوماسي اليوم ينطلق من معالجة العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، مؤكداً تبني سياسة خارجية حيادية بعيدة عن المحاور وحالات العداء.
وأشار الوزير إلى أن دمشق استعادت عضويتها في عدة منظمات عربية ودولية، كاشفاً عن حجم الديون الكبيرة التي تركها النظام السابق. وقال إن الرسالة التي تسعى الدبلوماسية السورية لإيصالها هي أن الشعب السوري يريد إعادة إعمار بلده وجعل سوريا نموذجاً مشرقاً في المنطقة.
وفي ملف العلاقات مع لبنان، أوضح الشيباني أن النظام السابق أوصل صورة سلبية عن سوريا وشعبها إلى اللبنانيين، لافتاً إلى أن ملف اللاجئين السوريين شكّل ضغطاً مشتركاً على البلدين، وأن قضية المعتقلين كانت على رأس أولويات زيارته الأخيرة إلى بيروت.
أما في الملف الداخلي، فأكد الشيباني أن غياب قوات سوريا الديمقراطية عن مؤسسات الدولة يفاقم الانقسام، مشدداً على حرص الرئاسة السورية على أن تكون «قسد» جزءاً أساسياً من مستقبل سوريا. وبيّن أن عدم التوصل إلى اتفاق معها يعرقل مصالح المدنيين ويؤخر عودة المهجّرين.
وفي السياق ذاته، جدد الوزير رفض دمشق لأي شكل من أشكال التقسيم أو الفيدرالية، قائلاً: «هذا الأمر لا يحتاج إلى نقاش أو تفاوض».
أما بشأن إسرائيل، فأوضح الشيباني أن تل أبيب حاولت استغلال التغيرات في سوريا لفرض مشروع توسعي وواقع جديد، مؤكداً أن ممارساتها تعزز حالة عدم الاستقرار في البلاد.