إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل
ربما تكون اتفاقيات السلام التي أبرمها ترمب قد غيرت المشهد الجيوسياسي وحاصرت موسكو وقلصت من هامش المناورة المتاح لفلاديمير بوتين، حيث يرى مسؤول رفيع المستوى في إدارة ترمب أن هذه الاتفاقيات تمنح ترمب مزيداً من التفاؤل بإمكانية التوصل إلى حل ما للحرب بين روسيا وأوكرانيا.
تقول النظرية إن الصفقات التي أُبرمت في الشرق الأوسط وفي الحديقة الخلفية لروسيا قد وسعت نفوذ واشنطن على حساب نفوذ موسكو. لنأخذ أحد انتصارات ترمب الأقل شهرة وهو اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان؛ ينص الاتفاق على إنشاء ممر عبور يسمى «طريق ترمب الدولي للسلام والازدهار» يربط بين منطقة صغيرة تتمتع بالحكم الذاتي وبين أذربيجان، وتفصل بينهما منطقة أرمينية تمتد على مسافة 20 ميلًا. وفي خطوة ترامبية تحصل الولايات المتحدة على حقوق حصرية لتطوير المنطقة، والأهم من ذلك أنه يقلل من الاعتماد على الطرق التي تمر عبر روسيا وينهي صراعاً سمح لموسكو باللعب على كلا الجانبين في أوقات مختلفة.
وكما خلص ستيفان هيدلوند، مدير الأبحاث في مركز الدراسات الروسية الأوروبية في جامعة أوبسالا: "إن مكانة الكرملين كقوة مهيمنة في آسيا الوسطى آخذة في التراجع".
كذلك شهد الكرملين ضعف حلفائه في الشرق الأوسط في وقت ازدادت فيه مكانة ترمب؛ على سبيل المثال أقام بوتين شراكة استراتيجية مهمة مع إيران بعد غزوه الشامل لأوكرانيا، لكن مكانة إيران تراجعت بعد ضعف حماس وحزب الله وانهيار نظام الأسد. حتى جهود روسيا في البحث عن أصدقاء كانت كارثة محرجة، حيث كان من المقرر أن تعقد قمة "روسيا والعالم العربي" في موسكو، لكن القمة تم تأجيلها عندما أعلن عدد قليل فقط من الشخصيات عن حضورها. وبدلاً من ذلك شاهد العالم ترمب وهو يطير إلى مصر لحضور "قمة السلام في غزة" حيث استقبله ملوك ورؤساء ورؤساء وزراء.
لم تكن اتفاقيات ابراهيم واتفاق غزة مصممة لعزل موسكو بل للحد من التوترات والاضطرابات في الشرق الأوسط التي استغلها الكرملين لعقود .. قد يكون الطريق طويلاً لتحويل اتفاق غزة إلى سلام أوسع، لكن إحدى نتائجه غير المقصودة قد تكون تمهيد الطريق للتقدم في أوكرانيا.