عاجل:

بري : سقوط مسار التفاوض مع إسرائيل.. وبراك يحذر من "عواقب وخيمة" بسبب سلاح حزب الله (الشرق الأوسط)

  • ٤٩

كشف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في حديث إلى صحيفة «الشرق الأوسط» أن المسار التفاوضي المقترح بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية قد سقط رسمياً، بعد رفض تل أبيب لمبادرة عرضها الموفد الأميركي توماس براك. ووفق بري، فإن المبادرة كانت تقضي بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية لمدة شهرين، يليها انسحاب تدريجي من الأراضي اللبنانية المحتلة، وبدء مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود وترتيبات أمنية، إلا أن الرد الإسرائيلي جاء سلبياً.

وقال بري: «تم التراجع عن أي مسار للتفاوض مع إسرائيل، ولم يبقَ سوى الآلية المعتمدة عبر لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار (الميكانيزم)»، في إشارة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 لإنهاء التصعيد العسكري بين الطرفين. وأشار إلى أن اللجنة باتت تجتمع دورياً كل أسبوعين، وهو تطور إيجابي مقارنة بالوتيرة السابقة لاجتماعاتها المتقطعة.

وجاء موقف بري بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزيف عون في قصر بعبدا، حيث تم بحث الأوضاع الأمنية في الجنوب وتداعيات التصعيد المستمر مع إسرائيل. كما تطرق اللقاء إلى تطورات الوضع الإقليمي، لا سيما ما بعد قمة شرم الشيخ والاتفاق بشأن غزة.

وكان الموفد الأميركي توماس براك قد اقترح في وقت سابق عقد اجتماع ثلاثي يضم رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس البرلمان نبيه بري، بهدف بحث آليات تنفيذ انسحاب إسرائيلي من الجنوب اللبناني، إلا أن الرفض الإسرائيلي أفشل المبادرة.

وفي سياق متصل، أطلق براك تحذيرات شديدة اللهجة عبر منصة "إكس"، مشيراً إلى أن "تردّد لبنان في التعامل مع سلاح حزب الله قد يدفع إسرائيل إلى اتخاذ خطوات أحادية الجانب، ستكون عواقبها وخيمة". وقال إن استمرار وجود ميليشيا مسلّحة خارج إطار الدولة يقوّض الديمقراطية ويهدد بإعادة إشعال التوترات الطائفية في لبنان، مشيراً إلى أن حزب الله قد يلجأ إلى استخدام التصعيد ذريعة لتأجيل انتخابات عام 2026، مما يُنذر بانهيار سياسي ومؤسساتي شامل.

وتحدث براك أيضاً عن خطة أميركية عُرفت بـ«محاولة واحدة أخرى»، تضمنت نزعاً مرحلياً لسلاح حزب الله مقابل حوافز اقتصادية تحت إشراف أميركي وفرنسي، إلا أن الخطة لم تلقَ تجاوباً من الجانب اللبناني بسبب تأثير حزب الله على القرار الحكومي.

وفي هذا السياق، أكد بري تمسّكه باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر 2024، معتبراً أنه "المرجعية الوحيدة حالياً" في ظل انسداد المسارات الدبلوماسية. وفيما رفض وصف الوضع بأنه متشائم أو متفائل، اكتفى بالقول: «أنا متشائل» – وهي عبارة تعكس خليطاً من الأمل والحذر وسط مشهد إقليمي شديد التعقيد.

المنشورات ذات الصلة