وسط تصاعد التوتر الإقليمي والتحركات الدبلوماسية المتعثرة، ذكرت صحيفة "نداء الوطن" أن عدداً من الدول الأوروبية والغربية أبلغ منظمات مدنية عاملة في لبنان بضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال الأيام المقبلة، والحد من التنقل إلا للضرورات القصوى، مع التوصية بتجنّب التوجه إلى مناطق الجنوب والبقاع ومحيط الضاحية الجنوبية، ما يعكس مخاوف أمنية متزايدة واحتمالات التصعيد.
على الصعيد السياسي، كشفت مصادر مطلعة أن اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ركّز بشكل أساسي على ملف التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، في ضوء المبادرة التي سبق أن طرحها عون، مستنداً إلى تجربة التفاوض السابقة حول الحدود البرية.
وبحسب المعلومات، حاول بري خلال الاجتماع توجيه النقاش نحو تفعيل لجنة "الميكانيزم" المنبثقة عن اتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً أنها الإطار الأنسب حالياً كونها تضم جميع الأطراف المعنية. وتم الاتفاق على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة بين بعبدا وعين التينة قبل تبنّي أي صيغة تفاوضية، بانتظار ردود إسرائيل وأميركا على أي تحرك دبلوماسي محتمل.
لكن مصادر سياسية أشارت إلى أن بري سعى خلال اللقاء إلى "تفكيك" مبادرة الرئيس عون وإفراغها من مضمونها، من خلال تقزيم الطرح وتحويله إلى قضية شكلية ترتبط فقط بآلية "الميكانيزم"، وليس بمفاوضات جدّية وشاملة كما كان يُفترض. واعتبرت أن كلام بري عن "علاقة ممتازة" مع رئيس الجمهورية لم يكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل رسالة موجّهة إلى رئيس الحكومة نواف سلام لإظهاره في موقع أقل تنسيقاً مع بعبدا، وبالتالي تهميش دوره في هذا الملف الحساس.
يأتي ذلك في ظل استمرار الغموض المحيط بالموقف الإسرائيلي والأميركي من أي مبادرة تفاوضية جديدة، وسط أجواء إقليمية مشحونة وتحذيرات أمنية متصاعدة، تضع لبنان أمام خيارات صعبة في المرحلة المقبلة.