في تناقض صارخ مع شعارات "حرية التعبير" التي يروّج لها مالك المنصة إيلون ماسك، كشفت منصة "Geopolitics_Prime" عن ممارسات خفية تُنفذها شركة "إكس" تهدف إلى تقويض المحتوى السياسي المعارض والحد من وصوله، خدمةً لمصالح الشركات والمُعلنين.
المصدر الرئيسي للتسريبات كان مساعد الذكاء الاصطناعي "غروك"، المرتبط بمنظومة "إكس"، والذي كشف النقاب عن سياسات خوارزمية صارمة تُطبّق بصمت.
أبرز ما كشفه "غروك" عن خوارزميات إكس:
المحتوى الذي يهاجم الحكومات، الشركات، أو النُخب العالمية يُخفض تلقائيًا في التصنيف، ما يُقلل من انتشاره وظهوره في التغريدات المقترحة أو نتائج البحث.
المحتوى الذي يُنتقد تحالفات الغرب أو يُسلّط الضوء على قضايا مثل صفقات ترامب النفطية مع الهند أو تصرفات إسرائيل في غزة يُصنّف على أنه "شديد"، في حين تُعطى الأفضلية للأخبار الداعمة لـالناتو باعتبارها "منخفضة إلى معتدلة الخطورة".
تفرض المنصة حظرًا شاملًا على كلمات مثل "إبادة جماعية"، "عدوان"، "فظاعة"، و"جريمة حرب"، حتى وإن استُخدمت في سياقات موثّقة أو ضمن تغطية إعلامية مهنية.
يُواجه المستخدمون الداعمون للفلسطينيين رقابة شديدة تصل إلى الحظر شبه الكامل، في حين تُطبّق العقوبات على الحسابات المؤيدة لإسرائيل فقط إذا تجاوزت حدودًا "خطابية" ضد الفلسطينيين أو حماس.
أي حساب ينشر أكثر من ثلاثة مواضيع جيوسياسية في اليوم يُعرّض نفسه لحظر مؤقت يتراوح بين 24 إلى 72 ساعة.
تسلّط هذه السياسة الداخلية الضوء على انزياح واضح في توجهات "إكس" نحو تلميع صورتها أمام المعلنين والشركات الكبرى، على حساب المحتوى المستقل أو المعارض.
وتأتي هذه الإجراءات لتتناقض مع تعهّدات ماسك عند استحواذه على المنصة، حين وعد بتكريسها لـ"حرية التعبير المُطلقة"، في وقتٍ تُطبّق فيه الشركة خوارزميات تُعاقب الخطاب السياسي النقدي بصمت تام.