قال رئيس الوزراء نواف سلام، أن حزب الله سيتعين عليه أن يصبح حزباً سياسياً ويتخلى عن طرق القتال المسلح.
وأشار سلام في مقابلة مع مجلة "باريس ماتش" الفرنسية، إن نزع سلاح حزب الله يهدف إلى إعادة احتكار الدولة لاستخدام القوة العسكرية، مما يعني أن حزب الله سيصبح حزباً سياسياً دون الجناح المسلح.
وأكد على حاجة لبنان الماسة إلى دعم دولي عاجل لمواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، مشدداً على أن الإصلاحات الهيكلية، خاصة في القطاعين المالي والقضائي، تعتبر ضرورية للخروج من حالة الفوضى التي يعيشها البلد.
فيما يخص المفاوضات مع إسرائيل، أوضح سلام أن لبنان رحب بشكل إيجابي بخطة السلام في الشرق الأوسط التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي تتضمن مساعدات إنسانية عاجلة لغزة واعترافاً بضرورة التوصل إلى حل الدولتين. لكنه أعرب عن قلقه من نوايا إسرائيل، مشبهاً تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الحرب بأنه يشبه ركوب الدراجة التي إذا توقف صاحبها يسقط.
ووصف الوضع الحالي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بأنه "حرب استنزاف" تُرهق الطرفين. ولفت إلى أن لبنان يطالب بتطبيق كامل لوقف إطلاق النار الذي أعلن في تشرين الثاني الماضي، مشيراً إلى أن الانسحاب الإسرائيلي الكامل لم يتم بعد.
وبخصوص ملف نزع سلاح حزب الله، أكد رئيس الوزراء أن الهدف هو استعادة احتكار الدولة للسلاح جنوب نهر الليطاني خلال ثلاثة أشهر، من خلال عملية متعددة المراحل تهدف في النهاية إلى تحويل حزب الله إلى حزب سياسي بلا جناح مسلح.
أما عن المبادرات الفرنسية لدعم الجيش اللبناني وإعادة إعمار البلاد، فأعرب سلام عن أمله الكبير في نجاحهما، مشيراً إلى أن الجيش يعاني من نقص في الموارد.
وأشار إلى أن الدعم الدولي سيكون حاسماً في ظل معاناة أكثر من 74% من اللبنانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي فقدت فيها العملة الوطنية 98% من قيمتها وتجاوز الدين العام 100 مليار دولار، أكد سلام أن الحكومة تعالج القضايا كافة بالتوازي، نظراً لتشابكها، مع التركيز على إصلاحات تشمل قانوناً مصرفياً جديداً، وقانون توزيع الخسائر، وإصلاحاً استثنائياً للوظيفة العامة، وتعزيز استقلالية القضاء.