أعلنت الحكومة الفرنسية، رفع مستوى التأهب من إنفلونزا الطيور إلى "مرتفع"، في خطوة احترازية تأتي عقب رصد عدد من حالات الإصابة بالفيروس في أراضيها. ونُشر القرار رسميًا في الجريدة الرسمية الفرنسية، استنادًا إلى توصيات من وزارة الزراعة والأجهزة الصحية البيطرية.
وأكدت السلطات أن هذا الإجراء يُلزم المزارعين ومربي الدواجن باتخاذ تدابير وقائية صارمة، تشمل إلزامية إبقاء الطيور في أماكن مغلقة للحد من احتمالية احتكاكها بالطيور البرية، التي تُعتبر من أبرز وسائل نقل العدوى.
وقالت وزارة الزراعة في بيانها إن "إنفلونزا الطيور مرض فيروسي شديد العدوى، ويُمكن أن يكون مميتًا بالنسبة إلى الدواجن والطيور الداجنة، خصوصًا في حال انتشاره دون السيطرة عليه بسرعة". وأضافت أن رفع مستوى التأهب يهدف إلى تقليل فرص تفشي المرض بين الطيور، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء، حيث يزداد خطر انتقال الفيروس بسبب تحركات الطيور المهاجرة.
وفي الوقت ذاته، طمأن الخبراء بأن إنفلونزا الطيور لا تُشكل خطرًا صحيًا مباشرًا على الإنسان في الوضع الحالي، إذ نادرًا ما تنتقل هذه السلالة من الفيروس إلى البشر، وغالبًا ما تكون العدوى مرتبطة بالاحتكاك المباشر والمكثف بالطيور المصابة.
وتأتي هذه التطورات في سياق استنفار أوروبي واسع لمواجهة خطر تجدد انتشار الفيروس، حيث شهدت السنوات الأخيرة موجات تفشٍّ متكررة لإنفلونزا الطيور في عدد من دول القارة، ما تسبب في إعدام ملايين الطيور وتكبّد القطاع الزراعي خسائر فادحة.
كما أن فرنسا -التي تُعد من أبرز المنتجين للدواجن في أوروبا- تولي اهتمامًا كبيرًا لحماية قطاعها الزراعي من تداعيات انتشار الفيروس، نظرًا لأهميته الاقتصادية والاستراتيجية.
الخبر نقلته وكالة "رويترز"، وأكدت فيه أن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها فرنسا تأتي ضمن إطار خطة وطنية لمكافحة الأمراض الحيوانية المُعدية، وتحديدًا تلك التي قد تؤثر على الأمن الغذائي والصحة العامة.