قالت مصادر مطلعة لـ «الراي» الكويتية، إن لبنان «عالق واقعياً في «عنق زجاجة»فهو يعرف أن لا قدرة له على تَحَمُّل صِدام داخلي في ملف سلاح حزب الله، ولا حرب جديدة تحت العنوان نفسه، وهو يدرك في ظل الضغوط المتعاظمة عليه خصوصاً بعد تسوية غزة، أن لا سبيل لتفادي تَجَرُّع أي من الكأسين، وكل منهما أمرّ من الثاني، إلا بواحد من طريقين: إما أن يسلّم الحزب سلاحه طوعاً، وإما أن ينخرط لبنان في مفاوضاتٍ تلجم تل أبيب وتضع قضية السلاح في الوعاء الأشمل لحلّ مستدام يشتمل على كل مطالب لبنان التي تتمحور حول ما لم تنفّذه إسرائيل من اتفاق وقف النار (27 تشرين الثاني)، من إنهاء الاعتداءات والانسحاب من النقاط التي مازالت تحتلها جنوباً وإعادة الأسرى، وصولاً إلى تثبيت نقاط الخلاف الحدودية وربما العودة إلى اتفاق الهدنة، بما يُنهي عملياً وظيفة السلاح». وبحسب المصادر، فإن في هذين الخيارين ثمة نقطة ضعف رئيسية تجعل لموقف لبنان «خاصرة رخوة»، وتتمثّل في أن «الحزب يرفض مبدأ تسليم سلاحه ويربطه، من باب المناورة وبدافع الإحراج، بتنفيذ إسرائيل أولاً كل مندرجات اتفاق وقف النار وفق تفسيره له، ثم يُبحث السلاح من ضمن حوار داخلي حول استراتيجية الأمن الوطني». وهذا الموقف، كما تقول المصادر نفسها، يجعل أي تفاوض لبناني، وبمعزل عن شكله، محكوماً بأن لبنان الرسمي يجلس على الطاولة ولا يملك مفتاح القدرة على تطبيق تعهداته أو موجبات أي حلّ يتمحور حول سحب السلاح في نهاية المطاف وعلى البارد. حتى أن «حزب الله»، كما تؤكد المصادر، وفي سياق التمسك بتعزيز خطوط الدفاع حول سلاحه الموصول حُكماً بحسابات إيران ومقتضيات حماية نفسها و«رأسها»، ارتاب من دعوة عون إلى تفاوض مع إسرائيل على غرار مفاوضات الترسيم البحري، إدراكاً منه أن أي مسار تفاوضي سيكون محكوماً بـ «السلة الوحدة» وأن «البيضة الذهبية» فيها ما هي إلا سلاحه، وأن واشنطن ستدير هذه المفاوضات بوهج «العصا» التي رُفعت على «حماس» ونتنياهو للدفع نحو سلام غزة كمدخل لسلام أعمّ في الشرق الأوسط، وتالياً فإن ترامب و«ترسانته الدبلوماسية» سيكونان على «الخط الساخن» مع بيروت وعواصم التأثير الاقليمي والدولي لفرض «السلام ولو بالقوة» على جبهة لبنان. وفي هذا الإطار، بدا كلام الموفد الأميركي توماس براك وتحذيره من أنه «إذا استمرّت بيروت بالتردّد في قضية السلاح فقد تتصرّف إسرائيل منفردة – وعندها ستكون العواقب وخيمة» و«إذا فشل لبنان في التحرّك الآن، فإنّ الجناح العسكري للحزب سيكون حتماً أمام مواجهةً كبرى مع إسرائيل»، وكأنه بمثابة «ضوء برتقالي» مبكر لإسرائيل التي قد تلجأ منفردة إلى تجديد الحرب أو توسيع الضربات، رقعةً ونوعاً.
لبنان
×
المنشورات ذات الصلة
لبنان