بعد ساعات من الجدل الذي أثارته تصريحاته، اعتذر وزير المالية الإسرائيلي ورئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش عن الإساءة التي وجهها للمملكة العربية السعودية، معترفاً بأن تصريحه لم يكن موفقاً. وأكد في بيان نشره عبر صفحته على "إكس" أنه يشعر بالأسف على ما قاله، لكنه في الوقت نفسه طالب السعوديين بعدم إنكار تراث وتقاليد وحقوق الشعب اليهودي في أراضيه التاريخية بالضفة الغربية، داعياً إلى إقامة سلام حقيقي بين الطرفين.
وجاء اعتذار سموتريتش بعد أن هاجم السعودية ورفض فكرة تطبيع العلاقات معها إذا كان الشرط إقامة دولة فلسطينية. خلال مؤتمر نظمته صحيفة "ماكور ريشون" العبرية، قال إن السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة هي "نقطة الاختبار"، مضيفاً أن رد بلاده سيكون "لا شكراً" إذا طالبت السعودية بالتطبيع مقابل دولة فلسطينية، معتبراً أن إسرائيل ستواصل تطورها اقتصادياً واجتماعياً.
وأشار سموتريتش إلى أن إسرائيل تمر بمفترق طرق تاريخي يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية، مشدداً على ضرورة قطع "الرابط الزائف" بين العلاقات العربية وقضية الدولة الفلسطينية، مؤكداً أن إسرائيل لن تسمح بوجود دولة فلسطينية، وأنها تسعى إلى اتفاقيات سلام مع من يعرف كيف يتعايش معها، معرباً عن تفاؤله بإمكانية توسيع اتفاقيات أبراهام.
جاءت هذه التصريحات بعد تصويت الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على قانون يفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، بدعم من حزبه، رغم الضغوط الأميركية. هذا القانون يتعارض مع الموقف السعودي الذي يشترط إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 أو التقدم نحو ذلك كشرط للتطبيع. وأوضح الوزير أن فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة سيكون أمراً واقعاً بنهاية ولاية الكنيست الحالي، رغم المعارضة الأميركية ورسائل الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب الرافضة لذلك.
على الصعيد الداخلي، أثارت تصريحات سموتريتش جدلاً واسعاً في إسرائيل، حيث عبر عن مخاوف أحزاب اليمين من أن يؤدي أي انفتاح مع الدول العربية إلى نتائج كارثية، مشبهاً ذلك بحوادث تفجيرات، لكنه أكد على ضرورة التحرك بحذر دون رفض مباشر. في المقابل، رد زعيم المعارضة يائير لبيد على تصريحات سموتريتش برسالة باللغة العربية عبر "إكس"، قال فيها إن سموتريتش لا يمثل دولة إسرائيل، موجهاً تحية لأصدقاء إسرائيل في السعودية والشرق الأوسط.