عاجل:

مخاوف من تمهيد إسرائيلي لعملية واسعة... وأورتاغوس الى بيروت (الجمهورية)

  • ٢١

على وقع استمرار إسرائيل في التصعيد قصفاً واغتيالاً في الجنوب كما في البقاع، جالت الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس على الحدود الجنوبية، يرافقها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي هدّد أمامها بـ«استمرار الهجمات على لبنان، واتخاذ كافة الإجراءات لضمان أمن سكان الشمال والحدود»، على ان تنتقل من تل ابيب إلى بيروت اليوم للقاء المسؤولين، قبل أن تشارك في اجتماع «الميكانيزم» في الناقورة بعد غد. في الوقت الذي تلقى لبنان من مصر مضامين رسائل عربية ودولية حول التطورات الأخيرة المتصلة بالحدود الجنوبية، واستمرار التصعيد الإسرائيلي الذي بدأ يثير مخاوف من أن يكون مقدمة لعمل عسكري واسع.

تتقاطع التقديرات لدى عدد من الأوساط السياسية حول إمكان قيام إسرائيل بعمل عدواني على لبنان في الفترة القريبة المقبلة، لأنّ عدداً من المؤشرات الإسرائيلية تبرز ذلك، ولا سيما منها التصعيد الميداني الواضح الذي ظهر في الأيام الأخيرة، وامتد من المناطق المحاذية للحدود الجنوبية إلى البقاع، وبكثافة لافتة. والمثير كان أمس التقرير الذي نشرته صحيفة «معاريف»، وتضمّن تلميحات مبطنة إلى أنّ قيام إسرائيل بتوسيع ضرباتها بات أمراً اضطرارياً ومحسوماً.

ويتهم التقرير «حزب الله» بأنّه يعتمد نهج «التضحية التكتيكية» بكوادره في الجنوب، ليتسنى له استعادة قواته في مناطق جنوب الليطاني، أي أنّه يفضّل تحمّل الخسائر اليومية الباهظة بمنظومته البشرية بصمت، لكي يتابع عملية بناء قدراته هناك. فالردّ على إسرائيل في لحظة غير مناسبة سيعرّضه لضربات ليس مستعداً لتحمّلها. وفي عبارة أخرى، هو يفضّل أن يتلقّى الضربات المكلفة من دون ضجيج، لأنّه سيردّ في الظرف المناسب، بعد أن يستكمل خطة استعادة القدرات.

وهذا التقرير قرأه كثير من الخبراء بوصفه تحريضاً واضحاً على الحزب، الذي يعلن في وضوح أنّه يتعاون تماماً مع الجيش اللبناني في جنوب الليطاني ويقوم بتسليمه مخازنه ومنصات صواريخه. ويلتقي التقرير مع إعلان إسرائيل قبل أيام عن عمليات تهريب للسلاح من بقعة جبل الشيخ في سوريا إلى «حزب الله» في لبنان. وهذه التسريبات الإسرائيلية تصبّ في خانة التمهيد لعمليات عسكرية موسعة ضدّ لبنان.

اورتاغوس

وفي هذه الأجواء، ستصل الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس مساء اليوم إلى لبنان آتية من إسرائيل، لتبدأ غداً لقاءاتها مع المسؤولين، بدءاً برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في جولة تستكمل فيها المسار الأميركي في موضوع حصرية السلاح بيد الدولة وانتشار الجيش، على أن يزور المبعوث الأميركي توم برّاك لبنان بداية تشرين الثاني المقبل، علماً انّ المراجع المسؤولة لم تتلق بعد أي إشارات او اتصالات في شأن زيارته هذه. وستتزامن زيارته مع وصول السفير الأميركي الجديد إلى لبنان ميشال عيسى.

وستتّوجه اورتاغوس بعد غد الأربعاء إلى الناقورة للمشاركة في اجتماع لجنة «الميكانيزيم» في الناقورة. ونُقل عن مصادر ديبلوماسية تأكيدها، انّ الرسالة الأميركية التي تحملها اورتاغوس تتخطّى ملف حصرية السلاح إلى إيجاد آلية للتفاوض مع إسرائيل.

وأشارت هذه المصادر إلى أنّ الرسالة تحمل «هامشًا زمنيًا غير بعيد»، ما يعني أنّ المهلة المحدّدة لاتخاذ إجراءات ملموسة قد تكون «أسابيع وليس أشهراً». ولفتت المصادر إلى انّ هذه الرسالة، تحمل إشارات واضحة إلى الأطراف اللبنانية حول حدود المهلة الزمنيّة وأهمية تحركهم السريع، مما يعكس الضغوط الدولية المستمرة على لبنان لتسريع التوصل إلى حل سياسي وأمني للأزمة القائمة.


المنشورات ذات الصلة